responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 691
أولا: إيجاد الأمة القوية
متميزة بمجموعة من الخصائص ليحافظ على قواها، ويبعدها عن التشرذم والتفكك، والانهيار.
إن تنظيم الأمة يحتاج إلى الاستفادة بكل الإمكانات المتاحة، ووضعها في صورتها الإيجابية المنتجة لتحمي الجهد، والوقت، والطاقات.
إن مجموعة من الناس مهما بلغ عددها لا يمكنها أن تقوم بما تقوم به الجماعة، ولا تتمكن من أداء دور الأمة مع الإسلام أو مع أي هدف آخر.
ودور الأمة مع الإسلام عظيم ومهم حدده الله تعالى بقوله سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [1] وبقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [2].

[1] سورة البقرة: 143.
[2] سورة آل عمران: 110.
إن بناء قاعدة الانطلاق عملية أساسية لنجاح أي عمل يحتاج هذه القاعدة وإلا لصار الجهد هباء لا يفيد، ومن المعلوم أن الإنسان الذي يتمتع بالخلق الكريم قادر على تعليم غيره الخلق والسلوك أما غيره فلا يمكنه ذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
والشخص القوي يهابه الضعاف أما الضعيف فلا قيمة له بين الناس.
والأمة القوية تقود غيرها إلى حيث تريد, هكذا في كل زمان، في عالم الإنسان كما هي في عالم الحيوان.
وقد اهتم الإسلام في بناء قاعدته الصلبة في المدينة المنورة حيث أقامها على عدة أسس تضامنت وتكاملت حتى أنتجت قاعدة الدعوة، ومنطلقها المتين، وأهم ما فعله الإسلام في الناس إيجاد خير أمة للناس وفق مراحل ومواصفات معينة.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 691
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست