responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 300
صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد[1] وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت وقد تساءل بعض الصحابة عن الذين ماتوا قبل تحويل القبلة، وكان صلاتهم إلى بيت المقدس فأنزل الله قوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [2].
وبتحويل القبلة، وتوجه المسلمين إلى بيت الله بمكة، تمت المفاصلة التامة بين المسلمين واليهود، وتميز المسلمون بقبلتهم، فأخذ اليهود في إثارة الشبه والحقد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه, يصور القرآن الكريم ذلك فيقول سبحانه وتعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [3].
وبدأ المسلمون يتجهون في صلواتهم إلى مكة المكرمة، فتحركت شجوبهم وتيقنوا بمدى ارتباط الإسلام بمكة، وبالمكيين.
يقول صلى الله عليه وسلم: "إن اليهود لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين".
وجاء انتصار بدر لتبدأ مرحلة جديدة، اتضحت خلالها خفايا القلوب، وتوجيهات سائر الطوائف، وشعر الجميع أن المواجهة الحاسمة قريبة، بعد أن اتضحت الحقائق، وبانت السبل، وأخذ كل طريقه نحو ما يأمله، ويرجوه.
وهكذا جاء انتصار بدر قمة النصر، وقمة الوضوح، وقمة المفاضلة بين الحق والباطل، ولذلك سماه الله تعالى يوم الفرقان، يوم التقى الجمعان.

[1] والمسجد الذي تحول الصحابة فيه بعدما أخبرهم أخوهم هو مسجد القبلتين وهو مسجد مشهور بالمدينة المنورة، وقد اشتهر بهذا الاسم لأن المسلمين صلوا صلاة العصر متجهين إلى قبلتين.
[2] سورة البقرة: 143.
[3] سورة البقرة: 142.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست