responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 243
ومن هنا تمكن أهل مكة من عقول الناس، واستمروا في إذاعة إفكهم، وبهتانهم وفي هذا صرف للناس عن استماع الدعوة، وعدم إقبالهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله عليم بخلقه، حكيم في تشريعه وتعاليمه، رحيم بعباده، حافظ لدينه ورسوله، ولذا كان تشريع الجهاد، والإذن بالسرايا والغزوات، بعد الهجرة مباشرة لتصحيح بعض المفاهيم التي يجب أن تصحح، وإحاطة الناس بالحقيقة المجردة بعيدًا عن غوغائية أهل مكة، ورد البهتان الذي أذاعوه بين الناس.
لقد أدى تشريع الجهاد إلى نفي كل ما قيل عن ضعف المسلمين وهوانهم، وبين أنهم بعد الهجرة صاروا قوة ترد الظلم، وتعيد الحق، وتحمي الدين، ولذلك أذن الله لهم بالقتال والحرب، وحقق بالجهاد ما عجز عنه الحوار الطيب، والجدال الحسن.
ولنا أن نتصور الحال إذا استمر على ما كان فيه، وبقي القرشيون على عتوهم، وعدوانهم.
إن الضعيف لا يتعامل مع الجبابرة، والعاجز لا يقدر على المواجهة!!
والخائف لا يمكنه إمساك الرمح والسيف!!
والمهين يضعف في مواقف العزة والكرامة!!
والقوة الغاشمة لا تسمع إلا لأمثالها لأنه لا يفل الحديد إلا الحديد!!
ولقد كان أقصى ما يتمناه أهل مكة أن يتقوقع المسلمون حول أنفسهم في المدينة ويتركوا دعوة غيرهم إلى الإسلام، ويستمروا مقيمين فيها كما فعل إخوانهم الذين هاجروا إلى الحبشة، ولو تحققت هذه الأمنية للقرشيين لسعدوا بها، وعاشوا في حياتهم الجاهلية آمنين.
ولكن الله تعالى قضى لدينه أن ينتشر، وقضى للناس أن يسعدوا بالإسلام، ولذا كان ضروريًا أن يتحرك الإسلام وسط الناس بالأسلوب المناسب لهم، ويتعامل مع الواقع بما يكافئه, ولذا كانت السرايا والغزوات.
ولم يقف أمر الإسلام عند التعاليم المجردة، وإنما باشرها المسلمون عمليًا خلال الغزوات والسرايا، فتحركوا بأعداد مسلحة لملاقاة القوافل المكية التي كانت تفر منهم، ولما رأى العرب التحرك السريع والمتكرر من السرايا الإسلامية سالموهم، ووادعوهم،

نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست