نام کتاب : السيرة النبوية وأخبار الخلفاء نویسنده : ابن حبان جلد : 2 صفحه : 524
بين حق وباطل، فلئن علا أمر الباطل لقديما ما فعل، وإن يكن الحق قد غاب فلعل [1] ، وإني أخاف أن أكون أنا وأنتم قد أصبحنا في فتنة، وما علينا فيها إلا الاجتهاد، الناس اثنان وثلاثة لا سادس لهم: ملك طار بجناحيه، أو نبي أخذ الله بيده، أو عامل مجتهد، أو مؤمل يرجو، أو مقصر [2] في النار؛ وإن الله أدب [3] هذه الأمة بأدبين [4] : بالسيف [5] والسوط، لا هوادة عند السلطان فيهما، [6] فاستتروا واستغفروا الله [6] فأصلحوا ذات بينكم.
ثم نزل وعمد إلى بيت المال وأخرج ما فيه وفرقه على المسلمين، ثم [7] بعث إلى سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة فقال: لقد بلغني عنكم هنات، فقال سعد: صدقوا! لا أبايعك، ولا أخرج معك حيث تخرج حتى تعطيني سيفا يعرف المؤمن من الكافر، وقال له ابن عمر: أنشدك الله والرحم أن تحملني على ما لا أعرف، والله! لا أبايع حتى يجتمع المسلمون [8] على من جمعهم الله عليه، وقال محمد بن مسلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني إذا اختلف أصحابه ألا أدخل فيما بينهم، وأن أضرب بسيفي صخر [9] أحد، فإذا انقطع أقعد في بيتي حتى تأتيني يد خاطئة أو منية قاضية، وقد فعلت ذلك؛ ثم دعا عليّ أسامة بن زيد وأراده على البيعة فقال أسامة: أما البيعة فإنني أبايعك، أنت أحب إليّ وآثرهم [10] عندي، وأما القتال فإني عاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أقاتل رجلا يشهد أن لا إله إلا الله، [1] راجع أيضا شرح نهج البلاغة للحديدي 1/ 52. [2] من الشرح وفي الأصل: مقصر- كذا. [3] في الأصل: أحب، وفي الشرح: داوي. [4] في الشرح: بدوائين. [5] في الأصل: بالصيف، والتصحيح بناء على الشرح.
(6- 6) في الأصل: فاستبر ولم يستغفر والله، وفي الشرح: استتروا في بيوتكم. [7] راجع لذلك أيضا الأخبار الطوال 142 و 143. [8] في الأصل: المسلمين. [9] من الأخبار الطوال، وفي الأصل: خرص، وراجع أيضا طبقات ابن سعد 3/ 2/ 19 و 20. [10] في الأصل: آثارهم- كذا.
نام کتاب : السيرة النبوية وأخبار الخلفاء نویسنده : ابن حبان جلد : 2 صفحه : 524