responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 133
الكينونة أو التواجد الزماني والمكاني والإنساني، بل في نفوسهم وذواتهم ووجدانهم وكيانهم جميعا، بكل مشمولاتها ومحتوياتها ومكوناتها، حتى وهو غائب عنهم. وكذلك بالنسبة له صلّى الله عليه وسلّم حتى وهم غائبون عنه. فهو يتولى رعايتهم وتوجيههم وتربيتهم، حتى وهو يعمل معهم، وحتى في الحالات التي لا تدع لصاحبها مجالا لآخرين، كالمعارك. تجد ذلك مركّزا وواضحا ومقصودا، حتى كأنها كانت مناسبات يراد منها ذلك ويعمد له، يتعامل معهم فيها أفرادا وجماعات كل حسب استعداده، لكن يرتفع بالجميع، فيوجهه حسب استعداده وطاقته وحاجته، لكن الجميع بنفس الاتجاه.
وهم مهما ارتقوا يجدونه صلّى الله عليه وسلّم قدوتهم وأسوتهم، وهو كذلك دوما.
فكأني ألمحهم موكبا متقدما نحو القمم متتابعين متعلقين برسول الله صلّى الله عليه وسلم، بحب لا نظير له، وإحساس فريد متوثب، بأجمل المشاعر، واقتداء مهيب.
وانظر مثلا قصة أصحاب يوم الرجيع (صفر السنة الرابعة للهجرة) [1] .
العشرة (أو الستة) الذين أخذوا غدرا وخديعة ولؤما من قبيلتين عربيتين، هما: عضل والقارة، قتلوا أكثرهم وباعوا الآخرين لأهل مكة، فقتلا في يوم واحد شهيدين، انتقاما لمعركة بدر. هما: خبيب بن عدي وزيد بن الدّثنّة. فلما قدّموا زيدا (أو خبيبا) [2] ليقتلوه صبرا، صلبا ورميا مشدودا على الخشب، سألوه إن يقبل أن يكون عند أهله ويكون محمد صلّى الله عليه وسلّم يقتل مكانه، فقال: (والله ما أحب أنّ محمدا صلّى الله عليه وسلّم الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي) . فقالوا: ما رأينا من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا. أما خبيب فلما هددوه بالقتل إن لم يرجع عن الإسلام- نعوذ بالله العظيم- قال: (إن قتلي في الله قليل) [3] .

[1] البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع، رقم (3858) .
[2] سيرة ابن هشام، (3/ 172- 183) . سبل الهدى: (6/ 67- 74) .
[3] سبل الهدى: (6/ 70) .
نام کتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها نویسنده : عبد الرحمن على الحجى    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست