نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 350
المعاول، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها أخذ المعول، وقال:
«باسم الله» وضرب ضربة فكسر ثلثها، وقال: «الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام» فقطع ثلثا آخر، فقال: «الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إنّي لأبصار قصر المدائن الأبيض» ثمّ ضرب الثالثة، فقال: «باسم الله» فقطع بقية الحجر، فقال: «الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إنّي لأبصار أبواب صنعاء من مكاني الساعة» [1] .
هذا، والمسلمون في شكّ من حياتهم، يعضّهم الجوع، ويؤذيهم البرد، وينذرهم العدوّ.
المعجزات النبوية في الغزوة:
وظهرت المعجزات على يد الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا اشتدّت على المسلمين في بعض الخندق كدية [2] ، دعا بإناء من ماء، فتفل فيه، ثمّ دعا بما شاء الله أن يدعو به، ونضح ذلك الماء على تلك الكدية فانهالت وعادت كالكثيب [3] .
وظهرت البركة في طعام قليل، فشبع به عدد كبير، وكفى الجيش كلّه.
قال جابر بن عبد الله: إنّا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية شديدة، فجاؤوا النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق، فقال: «أنا نازل» ثمّ قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا، فأخذ النبيّ صلى الله عليه وسلم المعول، فضرب فعاد كثيبا أهيل أو أهيم [4] ، فقلت: يا رسول الله! [1] أخرجه البيهقي [في «الدلائل» (3/ 417- 418) ] بسنده عن البراء بن عازب الأنصاري [وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 303) و] (ابن كثير، ج 3، ص 194) . [2] [الكدية: قطعة غليظة صلبة لا تعمل فيها الفأس] . [3] سيرة ابن هشام: ج 2، ص 217- 218. [4] أهيل أو أهيم: أي: رملا سائلا.
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : الندوي، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 350