نام کتاب : السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 2 صفحه : 644
النبي الوفي بالعهد
وكان صلى الله عليه وسلم أوفى الناس بالوعد، وأرعاهم للعهد، وأوصلهم للرحم قبل النبوة وبعدها، وقد عاهد اليهود والمشركين فما نقض العهد، ولا عرف منه الغدر، ولما توفيت السيدة الجليلة خديجة كان دائم الذكر لها، والثناء عليها حتى كانت عائشة تغار من ذلك، وكان يحب حبيباتها ويبرّهنّ، فكان يذبح الشاة، ويقطعها، ويقول: «أرسلوا إلى صديقات خديجة» [1] .
وكانت تستأذن عليه هالة بنت خويلد أخت خديجة فيهش لها، وترتاح نفسه، لأن صوتها يذكره بصوت الحبيبة الغائبة خديجة، وجاءته ذات يوم امرأة عجوز من صويحبات خديجة، فصار يسألها عن أحوالها، وما صارت إليه، ولما خرجت قالت له عائشة: تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟! فقال: «إنها كانت تأتينا زمان خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان» [2] .
وكان يوصي بالوفاء ورعاية العهد حتى للحيوان، وقد قدمنا لك قصة المرأة التي ركبت ناقة فنذرت إن نجاها الله عليها لتذبحنها، فلما أخبرته قال:
«بئسما جزيتيها أن حملك الله عليها ونجاك بها، ثم تنحرينها» !! فهل رأيت مثيلا لهذا في تاريخ البشرية؟!. [1] رواه البخاري. [2] رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
نام کتاب : السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 2 صفحه : 644