نام کتاب : السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 2 صفحه : 589
وقابل العباس عليا فقال له: إني لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يتوفى من مرضه هذا، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت. ثم أشار عليه أن يذهبا إلى رسول الله يسألونه: فيمن هذا الأمر؟ يعني الخلافة. إن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا أوصى بنا. فقال له علي: لئن سألناها رسول الله فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده، وإني والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم [1] .
وقد كان رسول الله يستشفي من ألم الحمى بالماء البارد، كما كانت ترقيه السيدة عائشة بالمعوذتين وقل هو الله أحد. وفي ذات مرة وقد غشي عليه لدّوه [2] ، فلما أفاق أمر أن يصنع بكل من في البيت، مثل ما صنعوا به إلا عمه العباس.
صلاة أبي بكر بالناس
ولما اشتد برسول الله وجعه قال: «مروا أبا بكر فليصلّ بالناس» فقالت عائشة: إن أبا بكر رجل أسيف [3] ، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، وأعاد النبي فأعادت، وما حملها على قولها إلا خشية أن يتشاءم الناس بأبيها، فقال: «إنكن صواحب [4] يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس» .
فخرج أحد الصحابة ليخبر بذلك فلم يجد أبا بكر، ووجد عمر، فقال:
قم يا عمر فصلّ بالناس، فلما كبّر سمع النبي صوته فقال: «يأبى الله ذلك والمؤمنون» وكررها، فلم يصلّ أحد بعد هذا إلا أبو بكر، فلام عمر الرجل على ما فعل، فقال: والله ما أمرني رسول الله، ولكن حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر الصلاة [5] . [1] رواه البخاري. [2] اللد: أن يسقى المريض الدواء كرها. وقد كان الدواء مرضا اخر غير مرضه، فمن ثم كرهه. وإلا فالسنة مستفيضة بالحث على التداوي والاستشفاء. [3] أسيف: رقيق القلب يغلبه البكاء عند قراءة القران. [4] صواحب: جمع صاحبة والمراد به هنا واحدة، وهي امرأة العزيز حيث استدعت النساء مظهرة الضيافة. وقصدها أن يرين حسنه فيعذرنها في محبته ومراودتها عن نفسه. [5] البداية والنهاية، ج 5 ص 332.
نام کتاب : السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 2 صفحه : 589