responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة نویسنده : أبو شهبة، محمد    جلد : 1  صفحه : 282
أي بما جاءك من الله من نعمته وكرامته من النبوة [1] أي اذكرها، وادع إليها، فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه وعلى العباد به من النبوة سرا إلى من يطمئن إليه من أهله [2] .
وذكر الطبري في تفسيره نحو ذلك عن ابن عباس، وكذلك ذكر بعض كتاب السير قديما وحديثا، والحق أن أول ما نزل بعد فترة الوحي هي الايات من صدر سورة «المدثر» كما ذكرنا أولا، لأن ما في السيرة لا ينهض من جهة قوة السند لمقاومة ما في الصحيح، لأن هذه الروايات- كما قال الحافظ في الفتح- لا تثبت، وتكون سورة الضحى من أوائل ما نزل بعد فترة الوحي وليست أول ما نزل، والمؤلفون في علوم القران وترتيب السور في النزول لم يذكر أحد منهم أنها ثاني سورة نزلت من القران، وإنما قالوا: إنها من أوائل السور نزولا [3] .
والحق في سبب نزول «والضحى» هو ما رواه البخاري في صحيحه بسنده عن جندب [4] بن سفيان البجلي قال: «اشتكى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلم يقم ليلة، أو ليلتين، أو ثلاثا، فجاءت امرأة [5] فقالت: يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك [6] منذ ليلتين أو ثلاثا، فأنزل الله عز وجل: وَالضُّحى. وَاللَّيْلِ إِذا سَجى، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى....
وعلى هذا فتكون السورة نزلت في فترة أخرى غير هذه الفترة التي كانت بعد ابتداء الوحي، فإن تلك دامت أكثر من ذلك كما ذكرت انفا، وأما هذه فلم تكن أكثر من ليلتين أو ثلاث، فاختلطتا واستبهمتا على بعض العلماء [7] ، فكن على بيّنة من هذا التحقيق، وشدّ عليه بيديك.

[1] هذا رأي ابن إسحاق، والذي أراه أن يكون المراد جميع النعم من النبوة وغيرها، أثناء الدعوة سرّا وبعدها.
[2] سيرة ابن هشام ج 1 ص 241، 243.
[3] الإتقان في علوم القران ج 1 ص 10.
[4] بضم الجيم، وسكون النون، وضم الدال.
[5] هي أم جميل بنت حرب امرأة أبي لهب.
[6] بكسر الراء في الماضي، وفتحها في المضارع.
[7] البداية والنهاية ج 2 ص 17؛ فتح الباري ج 8 «سورة الضحى» .
نام کتاب : السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة نویسنده : أبو شهبة، محمد    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست