نام کتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة نویسنده : العمري، بريك جلد : 1 صفحه : 228
وقد اختلفت الروايات في تحديد واجب السرية، فرواية الصحيح تذكر أن السرية كانت استطلاعية، كما يفيده اللفظ "عينًا"[1]، بينما تذكر بعض الروايات أنها كانت عبارة عن دورية قتال هدفها بنو لحيان[2]، ويكاد يجمع أهل المغازي على أن مهمة السرية كانت تعليمية بحتة[3]، وينفرد الواقدي منهم بتوضيح سبب ذلك[4].
وقد حاول بعض المتأخرين الجمع بين الروايات وجعل م
همة السرية ازدواجية مع إمكانية ذلك[5]، فهي استطلاعية لرصد نشاط قريش والأعراب [1] انظر البخاري. الصحيح (5/40) ، ابن حجر. فتح (6/166، 7/387) .
كما أخرج البيهقي رواية عن الواقدي بمثل ذلك. انظر البيهقي، دلائل (3/323) . [2] أخرجه أبو نعيم عن عروة من طريق ابن لهيعة. دلائل (3/323) .
كما أخرجه بطريق أخرى عن بريدة بن سفيان الأسلمي. دلائل (2/509) .
كما أخرجه من نفس الطريق البيهقي، دلائل (3/331) وبريدة هذا قال عنه ابن حجر: ليس بالقوي وفيه رفض. ابن حجر، تقريب (121) . [3] روى ذلك ابن إسحاق مفصلا. انظر ابن هشام، سيرة (3/169) ، والبيهقي، دلائل (3/328) .
كما أخرجه البيهقي عن موسى بن عقبة. انظر البيهقي، دلائل (3/327) .
ورواه كل من الواقدي، مغازي (1/354) ، وابن سعد من طريقين أحدهما من طريق ابن إسحاق والأخرى من طريق الزهري عن عمرو بن أسيد مرسلا. ابن سعد، طبقات (2/55) ورواه البلاذري، أنساب (375) ولكنه يضيف أنهم بُعثوا مزكَّين ومعلمين في وقت واحد، وابن حزم، جوامع (176) ، وابن عبد البر، درر (168) . [4] يذكر الواقدي في روايته أنه تم التمهيد لهجوم بني لحيان الغادر على أصحاب السرية بتآمرهم مع عضل والقارة وذلك انتقاما لمقتل زعيمهم خالد بن سفيان الهذلي. انظر الواقدي، مغازي (2/354) .
ويذكر البغوي في تفسير قوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة: 207] رواية بصيغة التمريض عن ابن عباس والضحاك أنها نزلت في سرية الرجيع، وذلك أن كفار قريش بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة بإسلامهم وطلبوا منه معلمين يفقهونهم في الدين. البغوي، معالم التنزيل (1/180-181) .
وهذه الرواية على ضعفها البالغ لا تتفق مع سياق الأحداث قبلها، فأُحد كانت قريبة العهد وذكراها لا زالت عالقة في الأذهان، والوضع متوتر بين الطرفين ويتطلب الحذر واليقظة منهما، فما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لينخدع بمثل هذه السهولة بدعوى قريش. وإن كان حريصا على إسلامهم متمنيا ذلك. والله تعالى أعلم. [5] قال الزرقاني: ويجمع بأنه لما أراد بعثهم عيونا، وافق مجيء النفر في طلب من يفقههم، فبعثهم في الأمرين. الزرقاني، شرح (2/65) . وقال الدكتور أكرم ضياء العمري بعد سياقه لرواية ابن إسحاق: ولكن البخاري يقول: إن مهمة الوفد استطلاعية في حين يذكر ابن إسحاق أنهم معلمون، ويمكن الجمع بين المهمتين. المجتمع المدني (88) .
نام کتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة نویسنده : العمري، بريك جلد : 1 صفحه : 228