نام کتاب : الرسول القائد نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 375
سرية علقمة بن محرّز المدلجي الى الحبشة
بلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن ناسا من الحبشة رآهم أهل (جدّة) [1] ، فبعث إليهم علقمة بن محرّز في ثلاثمائة رجل وذلك في شهر ربيع الآخر سنة تسع الهجرية، فانتهى الى جزيرة في البحر الأحمر، فهربوا منه. فلما رجع تعجل بعض القوم الى أهلهم فأذن لهم، فتعجل عبد الله بن حذافة السّهمي فيهم فأمّره على من تعجّل، وكانت فيه دعابة، فنزلوا ببعض الطريق وأوقدوا نارا يصطلون عليها ويصطنعون، فقال: (عزمت عليكم إلا تواثبتم في هذه النار) ، فقام بعض القوم وهمّوا أن يتواثبوا فيها، فقال: (اجلسوا! إنما كنت أضحك معكم) ، فذكروا ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: (من أمركم بمعصية فلا تطيعوه) .
سرية علي بن أبي طالب الى الفلس [2] صنم طيّىء
بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم في ربيع الآخر سنة تسع الهجرية علي بن أبي طالب الى (الفلس) صنم طيّىء ليهدمه، وبعث معه خمسين ومائة رجل من الأنصار على مائة بعير وخمسين فرسا ومعه راية سوداء ولواء أبيض، فشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر، فهدموا (الفلس) وخرّبوه وملأوا أيديهم من السبي والنعم والشاء، وفي السبي أخت عدي بن حاتم الطائي الذي هرب الى الشام.
وعاد علي بن أبي طالب الى المدينة المنورة بعد ذلك، فمر النبي صلّى الله عليه وسلم بأخت عدي بن حاتم، فقالت له: (إن رأيت أن تخلّي عنا ولا تشمت بنا أحياء [1] - جدة: مدينة في الحجاز، وهي ميناء مكة المكرمة، تقع غرب مكة على البحر الأحمر، وهي اليوم مدينة كبيرة عامرة. [2] - الفلس: في ابن الكلبي بفتح الفاء، وفي طبقات ابن سعد 2/ 164 بضمها، وهو صنم لطيء، وكان أنفا أحمر في وسط جبلهم الذي يقال له: (أجأ) أسود كأنه تمثال إنسان، كانوا يعبدونه ويهدون إليه، ولا يأتيه خائف إلا أمن عنده. أنظر كتاب الأصنام لابن الكلبي ص 59.
نام کتاب : الرسول القائد نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 375