responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسالة المحمدية نویسنده : الندوي، سليمان    جلد : 1  صفحه : 69
لمالك بن أنس، وأول كتاب في السيرة كتاب المغازي لابن إسحاق [1] ، وهذان الإمامان الجليلان كانا متعاصرين، وتوفي الأول سنة 179 هـ والثاني سنة 151 هـ، فاعتبروا العقود الأولى من القرن الثاني بداية تدوين الأخبار والسير، والأمر ليس كذلك، فإن بواكير التدوين ابتدأت قبل ذلك بكثير، وقد كان أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز المتوفى سنة 101 هـ عالما جليلا ولي إمارة المدينة، ثم استخلف سنة 99 هـ، وقد عهد إلى القاضي أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم [2] - الذي كان إماما في الحديث والخبر- أن يبدأ في تدوين سنن النبي صلّى الله عليه وسلم وأخباره؛ لأنه خاف على العلم أن يرفع شيئا فشيئا وخاف درس العلم وعفاءه [3] ، وقد ذكر هذا في تعليقات البخاري والموطأ لمالك والمسند للدّارمي. فقام بذلك أبو بكر بن حزم، وكتبت الأحاديث والأخبار والسنن في القراطيس، وأرسلت إلى دار الخلافة بدمشق، ونسخت في الصّحف والكتب، وبعث بها إلى البلاد الإسلامية، وكبريات المدن يومئذ. فأبو بكر هذا الذي علمتم مكانته من العلم والفضل وكان قاضيا بالمدينة المنورة، هو الذي اختاره عمر بن عبد العزيز لهذا العمل الجليل، لعلمه، وفضله، ولأنّ خالته عمرة كانت من كبريات تلاميذ أمّ المؤمنين عائشة، وكان ما روته خالته عمرة عن أمّ المؤمنين عائشة محفوظا عنده، فأوعز إليه عمر بن عبد العزيز بتدوين مرويات خالته، وقد اختصّها بالذكر في كتابه إليه.

كتابة الحديث في العهد النّبوي:
وإنّي لا أعدو الحقّ إذا قلت: إنّ كتابة الحديث، والسنن، والأخبار،

[1] «مختصر جامع بيان العلم» للحافظ ابن عبد البر ص 138، طبع مصر.
[2] هو قاضي المدينة، وأميرها. كان أعلم أهل المدينة بالقضاء، وله خبرة بالسّير. توفي سنة (120 هـ) عن نيّف وثمانين سنة. شذرات الذهب (2/ 90) والعبر؛ للذهبي (1/ 152) .
[3] نصّ رسالة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز الموجهة إلى القاضي أبي بكر بن محمد بن حزم: «انظر ما كان من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أو سنة ماضية، أو حديث عمرة فاكتبه فإني خشيت دروس العلم، وذهاب أهله» (ابن سعد 8: 353) ، والتاريخ الصغير للبخاري (105) وسنن الدارمي (1: 126) .
نام کتاب : الرسالة المحمدية نویسنده : الندوي، سليمان    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست