وفي البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، ونقبت قدماي، وسقطت أظفاري، فكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت ذات الرقاع؛ لما كنا نعصب الخرق على أرجلنا [1] .
وفيه عن جابر: كنا مع النبي صلّى الله عليه وسلم بذات الرقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي صلّى الله عليه وسلم، فنزل رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وتفرق الناس في العضاة، يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله صلّى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق بها سيفه. قال جابر: فنمنا نومة؛ فجاء رجل من المشركين، فاخترط سيف رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال: أتخافني؟ قال: لا. قال: فمن يمنعك مني؟ قال: الله. قال جابر: فإذا رسول الله صلّى الله عليه وسلم يدعونا، فجئنا فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله. فها هو ذا جالس. ثم لم يعاتبه رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وفي رواية: وأقيمت الصلاة فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، وكان للنبي صلّى الله عليه وسلم أربع، وللقوم ركعتان [2] .
وفي رواية أبي عوانة: فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال: من يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ. قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال الأعرابي:
أعاهدك أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، قال: فخلى سبيله. فجاء إلى قومه، فقال جئتكم من عند خير الناس [3] .
وفي رواية البخاري قال مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر: اسم الرجل غورث بن الحارث [4] قال ابن حجر: ووقع عند الواقدي في سبب هذه القصة أن اسم الأعرابي دعثور، وأنه أسلم.
لكن ظاهر كلامه أنهما قصتان في غزوتين والله أعلم [5] .
وفي مرجعهم من هذه الغزوة سبوا امرأة من المشركين، فنذر زوجها أن لا يرجع حتى يهريق [1] صحيح البخاري باب غزوة ذات الرقاع 2/ 592، وصحيح مسلم باب غزوة ذات الرقاع 2/ 118. [2] صحيح البخاري 1/ 407، 408، 2/ 593. [3] مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله النجدي ص 264، وانظر فتح الباري 7/ 416. [4] صحيح البخاري 2/ 593. [5] فتح الباري 7/ 428.