صلاة الغائب. ولما مات وتخلف على عرشه ملك آخر كتب إليه النبي صلّى الله عليه وسلم كتابا آخر ولا يدرى هل أسلم أم لا؟ [1] .
2. الكتاب إلى المقوقس ملك مصر:
وكتب النبي صلّى الله عليه وسلم إلى جريج بن متى [2] ، الملقب بالمقوقس ملك مصر والإسكندرية: «بسم الله الرحمن الرحيم» من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم أهل القبط. يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [3] .
واختار لحمل هذا الكتاب حاطب بن أبي بلتعة. فلما دخل حاطب على المقوقس قال له:
إنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى، فأخذه الله نكال الآخرة والأولى، فانتقم به ثم انتقم منه، فاعتبر بغيرك، ولا يعتبر غيرك بك.
فقال المقوقس: إن لنا دينا لن ندعه إلا لما هو خير منه.
فقال حاطب: ندعوك إلى دين الإسلام الكافي به الله فقد عما سواه، إن هذا النبي دعا الناس فكان أشدهم عليه قريش، وأعداهم له اليهود، وأقربهم منه النصارى، ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد، وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل، فكل نبي أدرك قوما فهم أمته، فالحق عليهم أن يطيعوه، وأنت ممن أدركه هذا النبي، ولسنا ننهاك عن دين المسيح، ولكنا نأمرك به. [1] ربما يؤخذ هذا مما رواه مسلم عن أنس 2/ 99. [2] هذا على رأي العلامة المنصور فوري في كتابه رحمة للعالمين 1/ 178، وقال الدكتور حميد الله «إن اسمه بنيامين» انظر: رسول أكرم كي سياسي زندكي ص 141. [3] هذا النص أورده ابن القيم في زاد المعاد 3/ 61 والذي أورده الدكتور حميد الله أخذا من صورة الكتاب الذي عثر عليه في الماضي القريب يختلف بعض كلماته عن هذا النص، ففيه «فأسلم تسلم يؤتك الله» الخ. وفيه «إثم القبط» بدل قوله «إثم أهل القبط» انظر: رسول أكرم كي سياسي زندكي ص 136، 137.