وكل أولاده صلّى الله عليه وسلم منها سوى إبراهيم، ولدت له أولا القاسم- وبه كان يكنى- ثم زينب ورقية، وأم كلثوم وفاطمة وعبد الله، وكان عبد الله يلقب بالطيب والطاهر، ومات بنوه كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن، إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته صلّى الله عليه وسلم، سوى فاطمة رضي الله عنها فقد تأخرت بعده ستة أشهر، ثم لحقت به «1»
فضل خديجة ومنزلتها في حياة النبي صلّى الله عليه وسلم
ثبت في الصحيين أنها خير نساء زمانها على الإطلاق.
روى البخاري ومسلم عن عائشة أنها قالت: ما غرت على نساء النبي صلّى الله عليه وسلم إلا على خديجة، وإني لم أدركها، قالت: كان رسول لله صلّى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة، فيقول:
أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغضبته يوما، فقلت: خديجة!! فقال صلّى الله عليه وسلم «إني قد رزقت حبها» .
وروى الطبراني وأحمد عن عائشة قالت: كان رسول لله صلّى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوما من الأيام، فأخذتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزا، قد أبدلك الله خيرا منها؟ فغضب ثم قال: «لا، والله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء» .
(1) نفس المصدر الأول 1/ 190، 191، والثاني ص 60، وفتح الباري 7/ 507 وبين المصادر اختلاف يسير أخذنا ما هو الراجح عندنا.