622 م [1] - أي بعد شهرين ونصف تقريبا من بيعة العقبة الكبرى- عقد برلمان مكة (دار الندوة) في أوائل النهار [2] أخطر اجتماع له في تاريخه، وتوافد إلى هذا الاجتماع جميع نواب القبائل القرشية، ليتدارسوا خطة حاسمة تكفل القضاء سريعا على حامل لواء الدعوة الإسلامية، وتقطع تيار نورها عن الوجود نهائيا.
وكانت الوجوه البارزة في هذا الاجتماع الخطير من نواب قبائل قريش:
(1) أبو جهل بن هشام، عن قبيلة بني مخزوم.
(2) جبير بن مطعم، وطعيمة بن عدي، والحارث بن عامر، عن بني نوفل بن عبد مناف.
(3) شيبة وعتبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب، عن بني عبد شمس بن عبد مناف.
(4) النضر بن الحارث (وهو الذي كان ألقى على رسول الله صلّى الله عليه وسلم سلا جزور) عن بني عبد الدار.
(5) أبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، وحكيم بن حزام عن بني أسد بن عبد العزى.
(6) نبيه ومنبه ابنا الحجاج، عن بني سهم.
(7) أمية بن خلف، عن بني جمح.
ولما جاءوا إلى دار الندوة حسب الميعاد اعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل، عليه بتّ له، ووقف على الباب، فقالوا: من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له، فحضر معكم ليسمع ما تقولون، وعسى أن لا يعدمكم منه رأيا ونصحا. قالوا: أجل فادخل، فدخل معهم. [1] أخذنا هذا التاريخ بعد مراجعة التحقيقات التي سجلها العلامة محمد سليمان المنصور فوري في رحمة للعالمين 1/ 95، 97، 102، 2/ 471. [2] يدل على انعقاد الاجتماع في أوائل النهار ما رواه ابن إسحاق أن جبريل أخبر النبي صلّى الله عليه وسلم بمؤامرة هذا الاجتماع وأذن في الهجرة. ثم ما رواه البخاري من حديث عائشة أن النبي صلّى الله عليه وسلم جاء أبا بكر في نحر الظهيرة وقال له: «قد أذن في الخروج» وسيأتي.