الوقعة مائة من الإبل، وأقرها الإسلام، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنا ابن الذبيحين» يعني إسماعيل، وأباه عبد الله [1] .
واختار عبد المطلب لولده عبد الله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وهي يومئذ تعد أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا، وأبوها سيد بني زهرة نسبا وشرفا، فبنى بها عبد الله في مكة، وبعد قليل أرسله عبد المطلب إلى المدينة يمتار لهم تمرا، فمات بها، وقيل: بل خرج تاجرا إلى الشام، فأقبل في عير قريش، فنزل بالمدينة وهو مريض فتوفي بها، ودفن في دار النابغة الجعدي، وله إذ ذاك خمس وعشرون سنة، وكانت وفاته قبل أن يولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه يقول أكثر المؤرخين، وقيل: بل توفي بعد مولده بشهرين [2] . ولما بلغ نعيه إلى مكة رثته آمنة بأروع المراثي، قالت:
عفا جانب البطحاء من ابن هاشم ... وجاور لحدا خارجا في الغماغم
دعته المنايا دعوة فأجابها ... وما تركت في الناس مثل ابن هاشم
عشية راحوا يحملون سريره ... تعاوره أصحابه في التزاحم
فإن تك غالته المنايا وريبها ... فقد كان معطاء كثير التراحم «3»
وجميع ما خلفه عبد الله خمسة أجمال، وقطعة غنم، وجارية حبشية اسمها بركة وكنيتها أم أيمن، وهي حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم [4] . [1] ابن هشام 1/ 151 إلى 155، رحمة للعالمين 2/ 89، 90 مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله ص 12، 22، 23. [2] ابن هشام 1/ 156، 158، فقه السيرة لمحمد الغزالي ص 45، رحمة للعالمين 2/ 91.
(3) طبقات ابن سعد 1/ 62. [4] مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله النجدي ص 12، تلقيح فهوم أهل الأثر ص 4 صحيح مسلم 2/ 96.