واختلفوا في موضع دفنه، فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما قبض نبيّ إلا دفن حيث يقبض، فرفع أبو طلحة فراشه الذي توفي عليه، فحفر تحته، وجعل القبر لحدا.
ودخل الناس الحجرة أرسالا عشرة فعشرة، يصلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يؤمهم أحد، وصلى عليه أولا أهل عشيرته، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، وصلت عليه النساء بعد الرجال، ثم صلى عليه الصبيان.
ومضى في ذلك يوم الثلاثاء كاملا، حتى دخلت ليلة الأربعاء، قالت عائشة: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل من ليلة الأربعاء [1] . [1] مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله النجدي ص 471، وانظر لتفصيل لحوقة بالرفيق الأعلى: صحيح البخاري، باب مرض النبيّ صلى الله عليه وسلم وعدة أبواب بعده مع فتح الباري وصحيح مسلم ومشكاة المصابيح باب وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم وابن هشام 2/ 649 إلى 665 وتلقيح فهوم أهل الأثر ص 38، 39 ورحمة للعالمين 1/ 277 إلى 286 وتعيين عامة الأوقات من المصدر الأخير.