قَالَ ابْن سعد أَنا الْوَاقِدِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن صَالح عَن أبي وجزة السَّعْدِيّ قَالَ قدم وَفد محَارب سنة عشر فِي حجَّة الْوَدَاع وهم عشرَة نفر فيهم بَنو أبي الْحَارِث وَابْنه خُزَيْمَة فَمسح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجه خُزَيْمَة فَصَارَت لَهُ غرَّة بَيْضَاء
بَاب مَا وَقع فِي وَفد الْجِنّ
قَالَ أَبُو نعيم إِسْلَام الْجِنّ ووفادتهم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كوفادة الْإِنْس فوجا بعد فَوْج وقبيلة بعد قَبيلَة بِمَكَّة وَبعد الْهِجْرَة
وَأخرج أَبُو نعيم من طَرِيق عَمْرو بن غيلَان الثَّقَفِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ إِن أهل الصّفة أَخذ كل رجل مِنْهُم رجل يعشيه وَتركت فأخذني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى حجرَة أم سَلمَة ثمَّ انْطلق بِي حَتَّى أَتَيْنَا بَقِيع الْغَرْقَد فَخط بعصاه خطة ثمَّ قَالَ اجْلِسْ فِيهَا وَلَا تَبْرَح حَتَّى آتِيك ثمَّ انْطلق يمشي وَأَنا أنظر إِلَيْهِ خلال النّخل حَتَّى إِذا كَانَ من حَيْثُ أرَاهُ ثارت مثل الْعَجَاجَة السَّوْدَاء ففرقت فَقلت إلحق برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنِّي أَظن هَذِه هوَازن مكروا برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليقتلوه فأسعى إِلَى الْبيُوت فاستغيث بِالنَّاسِ فَذكرت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَوْصَانِي أَن لَا أَبْرَح مَكَاني الَّذِي أَنا فِيهِ فَسمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقرعهم بعصاه وَيَقُول اجلسوا فجلسوا حَتَّى كَاد ينشق عَمُود الصُّبْح ثمَّ ثَارُوا وذهبوا فَأَتَانِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أُولَئِكَ وَفد الْجِنّ سَأَلُونِي الْمَتَاع والزاد فَمَتَّعْتهمْ بِكُل عظم حَائِل أَو رَوْثَة أَو بعر فَلَا يَجدونَ عظما إِلَّا وجدو عَلَيْهِ لَحْمه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ يَوْم أكل وَلَا رَوْثَة إِلَّا وجدوا فِيهَا حبها الَّذِي كَانَ فِيهَا يَوْم أكلت