نام کتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم نویسنده : عبد السلام مقبل مجبرى جلد : 1 صفحه : 84
وتعلموا كم بين نزول أول القران وبين اخره:
فقد قال ابن عباس رضي الله عنه: «فكان بين أوله واخره عشرين سنة» ، بل ضبطوا كيفية النزول في السماء، ومقدار النازل منه، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: «فصل القران من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل عليه السّلام ينزل على النبي صلّى الله عليه وسلّم [يتلوه] يرتله ترتيلا» قال سفيان: خمس ايات ونحوها [1] ، وتعلموا مدة نزوله في كل مكان نزل فيه: فعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم: «أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القران وبالمدينة عشرا» [2] .
وقد علمهم صلّى الله عليه وسلّم تفاصيل أدق من ذلك:
بعضها علموها من القران مباشرة، وبعضها منه صلّى الله عليه وسلّم حتى ضبطوا هيئة النزول: من حيث كمية المنزل الجملي إلى السماء الدنيا، والمنزل التفصيلي إلى الأرض، وعلامات نزوله (سبب النزول) ، ومن ذلك- مثلا- ما جاء عن ابن عباس قال: «أنزل القران جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة» وقرأ: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ (الإسراء: 106) الاية وفي رواية (فرّق في السنين) ، وفي أخرى: «وضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل على النبي صلّى الله عليه وسلّم» [3] ، وعنه في الله عزّ وجلّ: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (القدر: [1]) قال: «أنزل القران جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا، ونزله جبريل عليه السّلام على محمد صلّى الله عليه وسلّم بجواب كلام [1] الحاكم (2/ 667) ، وصححه، ووافقه الذهبي، وكذلك رواه الضياء في المختارة (10/ 154) ، مرجع سابق. [2] مسند الإمام الربيع بن حبيب (ص 284) . [3] فتح الباري شرح صحيح البخاري (9/ 4) ، مرجع سابق.
نام کتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم نویسنده : عبد السلام مقبل مجبرى جلد : 1 صفحه : 84