نام کتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم نویسنده : عبد السلام مقبل مجبرى جلد : 1 صفحه : 78
وكان تعلم القران هو الأصل، بل هو بدهية إسلامية في مجتمع المسلمين، ويظهر هذا من قول عمر رضي الله عنه: تعلموا الفرائض واللحن والسنة كما تعلمون القران [1] ، فجعل تعلم القران هو الأصل الذي يتم بناء عليه القياس، فمن هنا هب الصحابة «هبة واحدة يحفظون القران ويفهمون القران ويعملون بالقران وينامون ويستيقظون على القران، نقرأ في القران الكريم قوله سبحانه إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (فاطر: 29- 30) ، فتأمل كيف قدم تلاوة القران على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة» [2] ، وكانوا يقلون من الحديث عن رسول الله رضي الله عنه، «وكأن ابن عمر اتبع رأي أبيه في ذلك فإنه كان يحض على قلة التحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم لوجهين أحدهما خشية الاشتغال عن تعلم القران» [3] .
تسلسل المنهجية:
وكان هذا هو منهج أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم مع تلاميذهم حثا على تعلم القران وتلاوته فقد كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: «تعلموا القران، واتلوه، تؤجروا بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» [4] ، وعنه رضي الله عنه قال: «يا أيها الناس تعلموا القران فإن أحدكم لا يدري متى يخيل إليه» ، وأتى بمصحف قد زيّن بذهب فقال رضي الله عنه: «إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته بالحق» [5] . [1] الدارمي (2/ 441) ، مرجع سابق، البيهقي في الكبرى (6/ 209) . [2] مناهل العرفان (1/ 205) ، مرجع سابق. [3] فتح الباري (13/ 243) ، مرجع سابق. [4] سعيد بن منصور في سننه (1/ 35) ، ابن أبي شيبة (6/ 118) ، مرجعان سابقان. [5] مصنف عبد الرزاق (4/ 323) .
نام کتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم نویسنده : عبد السلام مقبل مجبرى جلد : 1 صفحه : 78