الأحاديث الواردة في ذلك:
بين النبي صلّى الله عليه وسلم فضيلة التغني بالقران فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لم يأذن الله لشيء ما أذن للنبي يتغنى بالقران» وقال صاحب له: يريد يجهر به [1] ، و (يأذن) : «معناه الاستماع ومنه قوله تعالى وأذنت لربها» [2] ، فالمعنى- كما قال أبو عبيد- يعني ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقران [3] ، والمراد بالاستماع هنا الاستماع الخاص، وذلك كتفريق العلماء بين المعية العامة الواردة في قوله جل جلاله: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ (الحديد: [4]) ، والمعية الخاصة في قوله سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (النحل: 128) وهو ما يعني قرب القارئ من الله سبحانه وتعالى، وعظيم شرفه بالقراءة.
ولم يقف ذلك عند مجرد الفضيلة حتى ورد الأمر بالقراءة بهذه الكيفية فعن عقبة ابن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «تعلموا كتاب الله وتعاهدوا واقتنوه وتغنوا به فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل» [4] .
وفي المقابل فقد ورد الزجر الشديد والتنفير القراءة بغير هذه الكيفية فعن عبد الله بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: أتيته فسألني من أنت فأخبرته عن نسبي فقال سعد: تجار كسبة سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: [1] البخاري (1/ 1918) ، مرجع سابق. [2] شرح النووي (6/ 78) ، مرجع سابق. [3] النسائي في الصغرى (1/ 558) ، مرجع سابق. [4] النسائي في الكبرى (5/ 521) والصغرى (2/ 543) .
نام کتاب : إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم نویسنده : عبد السلام مقبل مجبرى جلد : 1 صفحه : 275