responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : يقظة أولي الاعتبار نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 165
قَالَ القرطبى رَحمَه الله وألفاظ هَذِه الْآيَات تدل مَعَ مَا ذَكرْنَاهُ من الْأَحَادِيث على أَن عُقُوبَة مَا كَانَ عَالما بِالْمَعْرُوفِ وَالْمُنكر وبوجوب الْقيام بوظيفة كل وَاحِد مِنْهُمَا أَشد مِمَّن لم يُعلمهُ وَإِنَّمَا ذَلِك لِأَنَّهُ كالمستهين بحرمات الله والمستخف لأحكامه وَهُوَ المستهزىء مِمَّن لم يَنْفَعهُ الله بِعِلْمِهِ
وَقد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة عَالم لم يَنْفَعهُ الله بِعِلْمِهِ وروى أَبُو أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الَّذين يأمرون النَّاس بِالْبرِّ وينسون أنفسهم يجرونَ قصبهم فى نَار جَهَنَّم فَيُقَال لَهُم من أَنْتُم فَيَقُولُونَ نَحن الَّذين كُنَّا نأمربالبر وننسى أَنْفُسنَا
قَالَ القرطبى فى التَّذْكِرَة إِن قَالَ قَائِل فى حَدِيث أَبى سعيد الخدرى أَن من لَيْسَ من أهل النَّار إِذا دخلوها احترقوا فِيهَا وماتوا على مَا ذكرتموه فى أصح الْقَوْلَيْنِ وَهَذِه الْأَحَادِيث الَّتِى جَاءَت فى العصاة بِخِلَاف فَكيف الْجمع بَينهمَا قيل لَهُ الْجمع مُمكن وَذَلِكَ وَالله أعلم أَن أهل النَّار الَّذين هم أَهلهَا كَمَا قَالَ {كلما نَضِجَتْ جُلُودهمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيرهَا ليذوقوا الْعَذَاب} قَالَ الْحسن تنضجهم النَّار فى الْيَوْم سبعين ألف مرّة والعصاة بِخِلَاف هَذَا فيعذبون وَبعد ذَلِك يموتون وَقد تخْتَلف أَيْضا أَحْوَالهم فى طول التعذيب بِحَسب جرائمهم وآثامهم
وَقد قيل إِنَّه يجوز أَن يَكُونُوا متألمين حَاله مَوْتهمْ غير أَن آلامهم تكون أخف من آلام الْكفَّار لِأَن آلام الْمُعَذَّبين وهم موتى أخف من عَذَابهمْ وهم أَحيَاء دليلة قَوْله تَعَالَى وحاق بآل فِرْعَوْن سؤالعذاب النَّار يعرضون عَلَيْهَا غدوا وعشيا وَيَوْم تقوم السَّاعَة ادخُلُوا آل فِرْعَوْن أَشد الْعَذَاب

نام کتاب : يقظة أولي الاعتبار نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست