نام کتاب : نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 8 صفحه : 3726
تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا كما أمركم الله تعالى» ) * [1] .
5-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
كنّا قعودا حول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، معنا أبو بكر وعمر، في نفر. فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من بين أظهرنا [2] فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع [3] دوننا وفزعنا [4] فقمنا، فكنت أوّل من فزع، فخرجت أبتغي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى أتيت حائطا [5] للأنصار لبني النّجّار، فدرت به هل أجد له بابا؟، فلم أجد فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة (والرّبيع الجدول) فاحتفزت [6] كما يحتفز الثّعلب، فدخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «أبو هريرة؟» ، فقلت: نعم يا رسول الله. قال:
«ما شأنك» ؟ قلت: كنت بين أظهرنا، فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أن تقتطع دوننا، ففزعنا، فكنت أوّل من فزع، فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثّعلب، وهؤلاء النّاس ورائي، فقال: «يا أبا هريرة (وأعطاني نعليه) قال: اذهب بنعليّ هاتين، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلّا الله مستيقنا بها قلبه فبشّره بالجنّة» فكان أوّل من لقيت عمر، فقال: ما هاتان النّعلان يا أبا هريرة؟ فقلت: هاتان نعلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بعثني بهما، من لقيت يشهد أن لا إله إلّا الله مستيقنا بها قلبه، بشّرته بالجنّة. فضرب عمر بيده بين ثدييّ فخررت لاستي [7] فقال: ارجع يا أبا هريرة؟» فرجعت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأجهشت بكاء [8] وركبني عمر [9] فإذا هو على إثري. فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما لك يا أبا هريرة؟ قلت: لقيت عمر فأخبرته بالّذي بعثتني به، فضربني بين ثدييّ ضربة خررت لاستي، قال: ارجع فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يا عمر، ما حملك على ما فعلت» ؟ قال يا رسول الله بأبي أنت وأمّي [10] أبعثت أبا هريرة بنعليك، من لقي يشهد أن لا إله إلّا الله مستيقنا بها قلبه، بشّره بالجنّة؟ قال:
«نعم» قال: فلا تفعل. فإنّي أخشى أن يتّكل النّاس عليها، فخلّهم يعملون. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فخلّهم» ) * [11] .
6-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقام بلال ينادي فلمّا سكت.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «من قال مثل هذا يقينا [12] دخل الجنّة» ) * [13] . [1] أحمد في المسند (1/ 3) واللفظ له وقال محققه الشيخ أحمد شاكر (1/ 156) : إسناده صحيح ورواه الترمذي (3558) وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه عن أبي بكر- رضي الله عنه-. [2] أظهرنا: أي بيننا. [3] أن يقتطع: أن يصاب بمكروه من عدو. [4] فزعنا: ذعرنا لاحتباس النبي صلّى الله عليه وسلّم فهببنا نبحث عنه. [5] حائطا: بستانا. [6] فاحتفزت: أي تضاممت ليسعني المدخل. [7] لاستي: هو اسم للدبر والمراد سقطت إلى الأرض. [8] فأجهشت بكاء: هو التهيؤ للبكاء ولما يبك بعد. [9] ركبني عمر: أي تبعني ومشى خلفي في الحال بلا مهلة. [10] بأبي أنت وأمي: أي أفديك بهما. [11] مسلم 1 (31) . [12] يقينا: بمعنى متيقنا. [13] أخرجه أحمد في المسند (2/ 352) ، النسائي (2/ 24) وابن حبان في صحيحه (1667) . والحاكم في المستدرك (1/ 204) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح.
نام کتاب : نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 8 صفحه : 3726