نام کتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس نویسنده : الصفوري جلد : 2 صفحه : 92
يسقط بغلته ثم ملأ الجرة وأوثق البغلة في أذن الجرة فنفرت البغلة فكسرت الجرة فضحكت منه حيث توهم أن الجرة توثق البغلة ورأيت رجلا عند إسكاف يستعمل خفا وشارطه أن يبقى أربعين سنة فضحكت من غفلته عن نزول ملك الموت ورأيت امرأة كاهنة تخبر الناس بخبر السماء وتحت فراشها ذهب قد دفنه رجل من مدة فضحكت من جهلها تخبر الناس بخير السماء ولا تعلم ما تحتها ورأيت رجلا أصابته علة فأكل البصل فشفاه الله تعالى فصار طبيبا يصف لكل عليل أكل البصل وهو من المضرات حتى أن ضرره يصل الدماغ ورأيت الثوم يباع كيلا وهو أنفع الأدوية ورأيت الفلفل يباع وزنا وهو من السموم القاتلة وقد تقدمت منافعه في فضل عاشوراء ورأيت قوما يذكرون الله تعالى فذهب بعضهم وجاء آخرون فنزلت الرحمة عليهم وأخطأت الذين قبلهم فقال له سليمان هل لك علم بنحت هذه الحجارة من غير صوت فقال أعلم حجر يسهل نحته من غير صوت ولكن لا أعلم معدنه غير أن العقاب يعلم معدنه فاجعل فراخه في صندوق من حجارة ففعل فغاب العقاب وجاء بحجر له قطيعة ماضية وضعه على الصندوق فثقبه
فأرسل سليمان طائفة من الطير إلى معدن ذلك الحجر فصاروا ينحتون الجواهر والحجارة من غير صوت لها قال الكلبي رحمه الله لما فرغ سليمان عليه السلام من بناء بيت المقدس أنبت الله له شجرتين أحدهما تنبت الذهب والأخرى تنبت الفضة فكان يأخذ من كل واحدة مائتي رطل كل يوم ففرش المسجد بلاطة من ذهب وبلاطة من فضة. طائفة من الطير إلى معدن ذلك الحجر فصاروا ينحتون الجواهر والحجارة من غير صوت لها قال الكلبي رحمه الله لما فرغ سليمان عليه السلام من بناء بيت المقدس أنبت الله له شجرتين أحدهما تنبت الذهب والأخرى تنبت الفضة فكان يأخذ من كل واحدة مائتي رطل كل يوم ففرش المسجد بلاطة من ذهب وبلاطة من فضة.
فائدة: قال مكحول من دخل المسجد الأقصى للصلاة فصلى فيه الخمسة المفروضة خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه ومن زار بيت المقدس شوقا إليه زاره جميع الأنبياء في الجنة قال كعب الأحبار من مات ببيت المقدس جاز على الصراط كالبرق الخاطف وقال أيضا إن لله بابا مفتوحا من سماء الدنيا إلى بيت المقدس ينزل منه كل يوم سبعون ألف ملك يستغفرون لمن يأتي بيت المقدس وصلى فيه وعن النبي صلى الله عليه وسلم من زار بيت المقدس محتسبا أعطاه الله ثواب ألف شهيد وقال مقاتل من قال لأخيه اذهب بنا إلى بيت المقدس غفر الله لهما وقال كعب الأحبار اليوم في بيت المقدس كألف يوم والشهر فيه ألف شهر والسنة فيه كألف سنة والحسنة فيه كألف حسنة والسيئة فيه كألف سيئة ومن مات فيه فكأنما مات في السماء ومن مات حوله فكأنما مات فيه قال عطاء الخراساني كان ارتفاع الصخرة أربعين ميلا وتقدم أن الميل أربعة آلاف خطوة وفوق القبة غزال من ذهب في عينه جوهرة تغزل نساء البلقاء على ضوئها بالليل قوله تعالى الذي باركنا حوله أي بالأنهار والأشجار وقيل سماه مباركا لأنه مقر الأنبياء ومهبط الملائكة وقبلة الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم وإليه يحشر الخلق يوم القيامة وسمي بيت القدس مقدسا لأنه يطهر فيه من الذنوب ولأن الماء العذب ينبع أصله من تحت صخرة بيت المقدس قال وهب أوحى الله إلى صخرة المقدس عليك أضع عرشي وإليك أحشر خلقي وفيك جنتي وناري ولأفجرن أنهارك لبنا وعسلا وخمرا طوبى لمن زارك وقال غيره أن الله يحول صخرة بيت المقدس مرجانة بيضاء كعرض السماء والأرض ثم يضع عليها عرشه وميزانه وعن عبادة بن الصامت رضي
نام کتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس نویسنده : الصفوري جلد : 2 صفحه : 92