responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس نویسنده : الصفوري    جلد : 2  صفحه : 191
أعطاه الله العافية فحملته كلهن فعافاهن الله تعالى فلما نظرت إليه آسية عرفت أنه عدو فرعون فأنطقه الله تعالى وقال يا آسية خذيني فإني قرة عين لك وبلاء على فرعون أي وهو الوليد بن مصعب فإن الفراعنة ثلاث فرعون موسى الوليد بن مصعب وسنان فرعون إبراهيم والريان بن الوليد فرعون يوسف قال العلائي في سورة يوسف لما أخذته آسية وبلغ من العمر سنتين حمله فرعون وقبله بين عينيه فقبض لحيته بشماله وضربه بيمينه فدعا بالسياف ليقتله فتعرضت له آسية فامتحنته بكلب وحمل فقبض على ذنب الكلب فسكن غضبه فلما بلغ أربع سنين صنع فرعون مائلة ونادى مناد أن فرعون يريد أن يأكل مع ولده فاجتمع الناس وكان فرعون لا يأكل من الطعام إلا لقمة واحدة فتقدم له طعام فأكل منه لقمة وأمر برفعه فقبضه موسى فأكل لقمة أخرى وأمر برفعه فقبضه موسى فأكل لقمة وأمر برفعه فأخذ موسى وصبه على رأسه فدعا بالسيف ليقتله فتعرضت إليه آسية فامتحنه بتمرة وجمرة فأخذ الجمرة فأحرقت لسانه فإن قيل كيف أحرقت لسانه دون يديه فالجواب من وجوه الأول أن الكهنة أخبرت بزوال ملكه على يد مولود لا يضره ماء ولا نار فلما وجده في البحر
سالما قال فرعون هذه العلامة الأولى فأراد أن ينظر إلى العلامة الثانية فامتحنه بجمرة وتمرة فحرقت لسانه سترا من الله تعالى لحال موسى عن فرعون الثاني أحرقت لسانه لأنه قال لفرعون يا أبت وسلمت يده لأنها صكت وجه فرعون الثالث أحرقت لسانه دون يديه لأنه كان عليه السلام لقى في حدة وعنده عجلة وسرعة فأراد الله منع لسانه من النطق حتى لا يبوح بسر الرسالة قبل وقتها قال مؤلفه رحمه الله تعالى وهذا الجواب أحسن من الثاني لأن اللسان أول ما تحرك بقوله يا نبي في كتاب العقائق قالت آسية لفرعون كيف تقتله وقد صار في منزلك وبين يديك كذلك العبد إذا قام إلى الصلاة بين يدي ربه يتجاوز عن عقابه ويكرم بإحسانه قال العلائي في سورة القصص إن كاهنا قال يا فرعون يولد مولود في بني إسرائيل يكون هلاكك على يديه فأمر بذبح الأطفال وهذا من سخافة عقله وحمقة فإنه صدق الكاهن ولم ينفعه القتل قال وهب قتل سبعين ألف طفل وقال غيره مائة وأربعين ووكل القوابل بالحوامل فكانت القابلة التي وكلها بأم موسى صديقة لها فلما وضعته دخل حبه في قلبها قالت لأمه إحفظيه فإني أظنه عدونا فلما خرجت القابلة رآها بعض أتباع فرعون فأراد الدخول على أم موسى فألقته في التنور وهو يلتهب نارا فلما دخلوا قالوا ما صنعت القابلة قالت هي صديقة لي فلما أخرجوه لم تعلم مكانه حتى بكاءه من التنور ثم أخرجته من النار وهي دهشة وقد طاش عقلها ثم أوحى الله إلى أمه في المنام وقال لها جبريل ذلك فيكون وحي إعلام لا وحي رسالة كما تكلمت الملائكة مع مريم وغيرها ولا يلزم من كلامهم الرسالة أن أرضعيه فأرضعته ثلاث وقيل أربعة قال مجاهد كان الوحي قبل الولادة وقال السدي بعدها قال القرطبي الأول أظهر والثاني يساعده قوله تعالى فإذا خفت عليه فألقيه في اليم وهو نيل مصر ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك والخوف من شيء لم يقع والحزن من شيء وقع فذهبت إلى نجار فقالت إصنع لي تابوتا قال ولم قالت أخبئ فيه ولدي

نام کتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس نویسنده : الصفوري    جلد : 2  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست