responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موارد الظمآن لدروس الزمان نویسنده : السلمان، عبد العزيز    جلد : 1  صفحه : 496
لا يَتَأَدَّبُ بآدابِ القُرْآنِ ولا يَزْجُزُ نَفْسَهُ عَنْ الوَعْدِ وَالوَعِيد لاهٍ غَافِل عَمَّا يَتْلُو أَوْ يُتْلَى عَليه.
همَّتُهُ حِفْظُ الحُرُوفِ إِنْ أَخْطَأَ في حَرْفٍ سَاءَهُ ذلك لِئلا يَنْقُصُ جَاهُهُ عِنْدَ المَخْلُوقِينْ فَتَنْقُصُ رُتْبَتُهُ عندهم.
فَتَرَاهُ مَحْزُونًا مَغْمُومًا بِذَلِكَ وَمَا قَدْ ضَيَّعَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهُ مِمَّا أَمَرَ اللهُ بِهِ فِي القُرْآنِ أَوْ نَهَى عَنْهُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِهِ.
أخْلاقُهُ في كثير من أموره أخْلاقُ الجُهَّالِ الذين لا يَعْلَمُون لا يأخُذُ نَفْسَهُ بالعَمل بما أوْجَبَ اللهُ عَلَيْهِ فِي القُرْآن إذا سَمِعَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} .
فَكَان من الواجب عليه أن يُلْزمَ نَفْسَهُ طَلَبَ العِلْمِ لِمَعْرَفَةِ مَا نَهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فينتهِي عنه إلى أن قال رحمه الله تعالى:
فأَمَّا العَاقِلُ إِذَا تَلَى القُرآن اسْتَعْرَضَ القُرآنَ فَكَان كَالمرآة يَرَى بِهَا مَا حَسُنَ مِن فِعْلِهِ وَمَا قَبُحَ مِنْهُ.
فَمَا حَذَّرَهُ مَوْلاهُ حَذِرَهُ وَمَا خَوَّفَهُ بِهِ مِنْ عِقَابِهِ خَافَهُ وَمَا رَغَّبَهُ فِيهِ مَوْلاهُ رَغِبَ فِيهِ وَرَجَاهُ.
فَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتُهُ أَوْ مَا قَارَبَ هَذِهِ الصِّفَةِ فَقَدْ تَلاهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَرَعَاهُ حَقَّ رِعَايتِهِ وَكَانَ لَهُ القُرْآنُ شَاهِدًا وَشَفِيعًا وَأَنِيسا وَحِرْزَا.
ومَنْ كانَ هَذا وصْفه نَفَعَ نَفْسَهُ وَنَفَعَ أَهْلَهُ وعَاد على وَالِدَيْهِ وعَلى ولَدِهِ كُلُّ خَيْرٍ في الدنيا والآخرة. انتهى كلامه باخْتِصَار وتصَرُّف يسير.

فَطُوبَى لِمَنْ أَرْضَى الإِلَهَ مُسَارعًا ... إلى سُبُلٍ تَهْدِيه لِلرِّحْلَةِ الأُخْرَى
وَقَامَ وَصَلَّى فِي الدَّيَاجِي وَدَمْعُهُ ... عَلى خَدِّهِ تَجْرِي بِمُقْلَتِهِ العَبْرَا
وَأَخْلَصَ للهِ الَعِظيمِ قِيامَهُ ... وَرَاقَبَهُ سِرًا وَرَاقَبَهُ جَهْرَا
وأَحْيَا لَيَالِي عُمْرِهِ بِقِيَامِهِ ... إلى رَبِّهِ في اللَّيْلِ وَامْتَثَلَ الأَمْرَا

نام کتاب : موارد الظمآن لدروس الزمان نویسنده : السلمان، عبد العزيز    جلد : 1  صفحه : 496
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست