نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 73
فما وزن هذه القوى الأرضية كلها بإزاء قوة الله؟ لا شيء. لا شيء البتة على الإطلاق.
وإذن فلا عبودية لقوة من قوى الأرض. ولا ذلة ولا استكانة ولا خنوع.
كل قوة على الأرض إما أن تكون مهتدية بهدي الله مستمدة من نهجه وهداه. وإذن فهي حق. وإذن فينبغي أن تساند بكل ما في طاقة الإنسان من سناد.
وأما أن تكون ضالة منحرفة عن الله. خارجة على نهجه مستكبرة على هداه. وإذن فهي باطل. باطل ينبغي أن يجاهد بكل ما في طوق الإنسان من جهاد.
ولا هدنة بين الحق والباطل.
إنه الجهاد الدائم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
جهاد تراعى فيه كل مبادئ "الإنسانية" كما رسمها خالق الإنسان. ولكنه جهاد. جهاد واستعلاء. لا ضعف ولا استحذاء ولا هوان: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [1].
في صميم عقيدة المؤمن أنه خير من كل قوة فاسدة على الأرض. وأقوى من كل قوة فاسدة على الأرض. أقوى ولو ضعفت قوته المادية أمام الباطل.
أقوى ولو انهزم. أقوى ولو غلب على أمره. أقوى ولو غلت قوته المادية عن الجهاد. أقوى بروحه المتصلة بالله. وأعز بروحه المهتدية بهداه.
وهذا الاستعلاء على الباطل، وهو عنصر أصيل في العقيدة الإسلامية والتربية الإسلامية، هو ثمرة من ثمار العبادة الدائمة والصلة بالله. ثمرة قد تجيء دفعة واحدة، وقد تجيء رويدًا رويدًا وتتمكن، ولكنها عنصر أصيل لا يكون بدونه إيمان.
ومن ثمارها استمداد القوة من الله تجاه "القوى المادية" التي تظن النظرة القصيرة أنها هي الواقع الحق وكل ما عداها أباطيل!
القوى الاقتصادية، والقوى الاجتماعية، والقوى السياسية، والقوى [1] سورة آل عمران 139.
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 73