نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 39
تفكير الغرب ومشاعره، يجد أن هذا الاعتراف من رجل لا يؤمن بالعقيدة، يعد في الواقع تقدمًا كبيرًا نحو الفهم الصحيح للإنسان، الفهم الذي قررته العقيدة منذ أقدم الأزمان!
الروح طاقة مجهولة.. مبهمة، غامضة، محجوبة عن الإدراك.
ومع ذلك فهي حقيقة!
وإذا كنا نظن أن عملية الإدراك أو عملية التذكر عملية "محسوسة"، ومن أجل ذلك نؤمن بوجودها الواقعي، فنحن مخطئون في هذا الظن، فهي في الحقيقة ليست محسوسة في ذاتها! وإنما نحن ندرك نتائجها، ووضوح الإحساح بنتائجها هو الذي أغرانا بذلك الظن الخاطئ، كما أنه هو الذي أدخل في وهمنا أننا "نعرف" كيف يتم الإدراك وكيف يتم التذكر! أما الحقيقة فهي أننا لا نعرف كنه هذه العملية ولا تلك، ونكتفي منهما بالنتائج التي تدركها الحواس!
ولو تدبرنا الأمر لوجدنا الطاقة الروحية كذلك!
إنها مجهولة في كنهها، مبهمة، غامضة، محجوبة عن الإدراك. ولكن نتائجها ليست مجهولة، ولا محجوبة عن الإدراك.
ونحن لو حاولنا أن نعرف عملية التذكر، فلن نجد إلا لفظة واحدة نشرحها بها! سنقول إنها عملية التذكر!
ولو حاولنا أن نعرف عملية الإدراك، فلن نجد إلا اللفظة ذاتها أو ما يرادفها، وسنقول إنها عملية إدراك!
ولكننا سنقول عن الروح: إنها الطاقة التي يتصل بها الإنسان بالمجهول.. بالغيب المحجوب عن الحواس!
الاستشفاف "عملية" من عمليات الروح.
والحلم التنبؤي عملية من عمليات الروح.
والتخاطر عن بعد "التليباثي" كحادثة عمر الشهيرة مع سارية، حين ناداه على بعد ألوف الأميال: يا سارية الجبل! الجبل! فسمعه سارية ونجا من الكمين وانتصر ... هذا التخاطر عملية من عمليات الروح.
وهي كلها عمليات جليلة عظيمة باهرة معجزة.. يقف الإنسان حائرًا أمامها، مبهوتًا من العجب والإعجاب!
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 39