نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 186
قدوة من قائدهم أو زعيمهم أو حاكمهم، تتحقق في شخصه المبادئ، وينسج على منواله المحكومون.
والقدوة للجميع هي شخصية الرسول التي تتمثل فيها كل مبادئ الإسلام وقيمه وتعاليمه.
ومن ثم يقيم الإسلام منهجه التربوي على أساس أنه هو الذي يسير دفة المجتمع ودفة الحياة.
إنه لا يجعل التربية مجهودًا فرديًّا يخفق أو ينجح. وتذروه الرياح والأعاصير! وإنما يجعله منهجًا شاملًا متكاملًا يبدأ بولي الأمر وينتهي بالطفل الرضيع: حكم إسلامي، ومجتمع إسلامي.. وتربية إسلامية. وتلك مسألة بديهية. فكل نظام يضع منهجه على أساس أنه هو الذي يقوم بتنفيذه. والإسلام أولى النظم بتلك القواعد البديهية لأنه لا يستطيع أن يعمل بأدوات غيره. ولا بد له أن يستخدم أدواته الخاصة لتحقيق منهجه المتفرد على مدار التاريخ.
وحين يتكون مجتمع إسلامي فإنه يشرب أطفاله مبادئ الإسلام عن طريق القدوة القائمة في هذا المجتمع، متمثلة في الأسرة والوالدين[1].
إن الولد الذي يرى والده يكذب. لا يمكن أن يتعلم الصدق!
والولد الذي يرى أمه تغش أباه أو أخاه أو تغشه هو نفسه. لا يمكن أن يتعلم الأمانة!
والولد الذي يرى أمه مستهترة لا يمكن أن يتعلم الفضيلة
والولد الذي يقسو عليه أبوه لا يمكن أن يتعلم الرحمة والتعاون.
والأسرة هي المحضن الذي يبذر في نفس الطفل أول بذوره، ويكيف بتصرفاته مشاعر الطفل وسلوكه.
ومن ثم ينبغي أن تكون أسرة نظيفة. أسرة مسلمة. حتى ينشأ جيل مسلم يحقق في نفسه مبادئ الإسلام. يأخذها بالقدوة المباشرة. المنقولة عن قدوة الرسول.
وينبغي أيضًا -بالإضافة إلى ذلك- أن تكون سيرة الرسول جزءًا دائمًا. [1] انظر فصل "المجتمع المسلم" في هذا الكتاب.
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 186