responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 151
الحسية والمعنوية:
وقريب من الخطين السابقين هذان الخطان المتقابلان: الطاقة الحسية والطاقة المعنوية، كل منهما مكملة للأخرى، وكل منهما تعمل في اتجاه.
الطاقة الحسية هي طاقة الجسد المتصلة بالحواس والأعصاب والكيماويات والبيولوجيات والفسيولوجيات. والطاقة المعنوية لا يدري أحد على وجه التحديد "مكانها" و"ماهيتها" ولكنها هي التفكير التصوري التجريدي الذي يدرك "الكليات" و"المعنويات". يدرك "القيم العليا". يدرك "الفضيلة". يدرك "العدل". يدرك "الحق". يدرك "الجمال".. وما إلى ذلك من كليات ومعنويات وتجريدات.
يقول جوليان هكسلي في كتابه "الإنسان في العالم الحديث" في فصل "تفرد الإنسان": "أول خواص الإنسان الفذة وأعظمها وضوحًا قدرته على التفكير التصوري ... ولقد كان لهذه الخاصية الأساسية في الإنسان نتائج كثيرة، وكان أهمها نمو التقاليد المتزايدة" ويقول في موضع آخر من نفس الفصل: "وهذه الخواص الذي امتاز بها الإنسان، والتي يمكن تسميتها نفسية أكثر منها بيولوجية، تنشأ من خاصية أو أكثر من الخواص الثلاث الآتية:
"الأولى: قدرته على التفكير الخاص والعام".
"الثانية: التوحيد النسبي لعملياته العقلية، بعكس انقسام العقل والسلوك عند الحيوان".
"الثالثة: وجود الوحدات الاجتماعية مثل القبيلة والأمة والحزب والجماعة الدينية، وتمسك كل منها بتقاليدها وثقافتها".
"وهناك نتائج ثانوية كثيرة لتطور العقل من مرحلة ما قبل الإنسان إلى مرحلة الإنسان، وهي بلا شك فريدة من الناحية البيولوجية، ولنذكر منها العلوم الرياضية البحتة والمواهب الموسيقية والتذوق والإبداع الفنيين، والدين، والحب المثالي".
هاتان الطاقتان إذن موجودتان في الإنسان. ولكن الطاقة التي تعتبر "إنسانية" بصفة خاصة، الطاقة التي يتفرد بها الإنسان ولا وجود لها في الحيوان، هي الطاقة المعنوية التي تدرك الكليات والمعنويات والتجريدات. ومع ذلك

نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست