نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 126
الباب السابع: خطوط متقابلة في النفس البشرية
مدخل
...
الباب السادس: خطوط متقابلة في النفس البشرية
في الفصول السابقة تحدثنا عن طريقة الإسلام في تربية الروح وتربية العقل وتربية الجسم، ورأينا الترابط الكامل بين جوانب الكيان البشري في حقيقة الواقع وفي منهج الإسلام، كما رأينا كيف يقيم الإسلام التوازن في هذا الكيان البشري، بالدخول إليه من منافذه الثلاثة جميعًا. وربطها كلها بعضها ببعض. وتوجيهها إلى الله.
والآن نأخذ في تفصيلات أدق من السابقة.
لقد كانت الروح والعقل والجسم خطوطا عريضة واسعة المدلول، ولكن في النفس البشرية إلى جانب ذلك خطوطًا دقيقة. أو قل أوتارًا دقيقة. والإسلام يوقع عليها جميعًا أنغامها المناسبة. جميعها في آن واحد، ليستخلص منها كما أشرنا من قبل "السيمفونية" البشرية الكاملة المتناسقة الألحان.
وإن من عجائب التكوين البشري تلك الخطوط الدقيقة المتقابلة المتوازية، كل اثنين منها متجاوران في النفس, وهما في الوقت ذاته مختلفان في الاتجاه: الخوف والرجاء.. الحب والكره.. الاتجاه إلى الواقع والاتجاه إلى الخيال.. الطاقة الحسية والطاقة المعنوية.. الإيمان بما تدركه الحواس والإيمان بما لا تدركه الحواس.. حب "الالتزام" والميل للتطوع.. الفردية والجماعية..السلبية والإيجابية.. إلخ. كلها خطوط متوازية ومتقابلة. وهي -باختلافها ذلك وتقابلها- تؤدي مهمتها في ربط الكائن البشري بالحياة، كأنما هي أوتاد متفرقة متقابلة تشد الكيان كله، وتربطه من كل جانب يصلح للارتباط! وفي الوقت ذاته توسع أفقه وتعدد جوانبه وتفسح مجال حياته، فلا ينحصر في نطاق واحد ولا مستوى واحد. وبذلك يتحقق للإنسان كيان فريد في كل ما نعرف من مخلوقات الله. كيان يرجع في النهاية إلى النشأة الأولى العجيبة المعجزة: قبضة الطين ونفخة الروح.
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 126