responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 118
جسم. ولكن لا تمر علينا لحظة جسد خالصة. هنالك دائمًا ذلك التعاطف القلبي والامتزاج الروحي. وعلاقتي بها تشمل من نفسي دائمًا مساحة أكبر من مساحة الحس. حتى في لحظة اللقاء الحسي. وأنا بهذا كله أوفر نصيبًا من المتعة وأوفر في الأعصاب.
هذا أمر الجنس في حساب الإسلام. لا كبت ولا استنكار ولا قذارة. بل متاع كامل بكل ما في الفطرة من جوانب المتاع. متاع الحس القريب، مضافًا إليه ألوان من المتعة لا يعرفها الحيوان ويقدرها الإنسان!
وكذلك في الإسلام كل نزعة فطرية.
إنه لا يكبت طاقة من الطاقات لأنه لا يريدها أن تموت. إنه في حاجة إلى كل طاقة حية في كيان الإنسان. وهو في حاجة إلى كيان سليم قوي فياض متحرك متمكن من الحياة. إن رسالته هي رسالة القوة. القوة في الحق. القوة في البناء والتعمير. القوة في حمل الأمانة. القوة في القيام بمقتضياتها. القوة في الجهاد في سبيلها. وقوة الرغبة في الحياة.
إن الثابت -عمليًّا- أنه لا يجاهد في سبيل الحق شخص لا يرغب في الحياة!
وقد يقع الإنسان في تناقض -ظاهري- إذ حكم بأن المجاهدين حقًّا هم الزاهدون في رغائب الحياة! إن هذه حقيقة ولا شك! فحين يتغلب حب الحياة والحرص على متاعها فإنه يصرف النفس عن الجهاد في سبيل المثل. لأن الجهاد يذود عن المتاع!
ولكنها حقيقة كذلك أن المنصرف عن متاع الأرض، لأنه يحس بضعف الدوافع في كيانه لهذا المتاع، لا يحرص على إصلاح باطل ولا إحقاق حق ولا جهاد في سبيله. لأن الأمور عنده يستوي بعضها مع بعض، ورغبته في كل شيء ضعيفة، فهو ينظر لكل شيء بغير مبالاة!
إنما الزهادة التي يتصف بها المجاهدون حقًّا عملية نفسية مختلفة تمام الاختلاف! إنها ليست الرهينة الصارفة عن الحياة! إنهم كلهم -بلا استثناء تقريبًا- من ذوي الرغبة الجياشة والحيوية الفائضة. ولكنهم -مع هذا- يرتفعون على أنفسهم ويزهدون في المتاع! والقوة النفسية الهائلة التي يضبطون

نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست