responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 116
ولو أنها رضيت رضاء بأن أقضي معها رغبة الجنس أو دعتني هي إلى ذلك فلا فارق! إنه لا يجوز لي! إنها كالحارس الذي يدعو الناس إلى سرقة المال الذي يحرسه! فلذلك لا يعطي الناس الحق في السرقة، لأن الحارس لا يملك المال في الحقيقة! وهذه الفتاة الحارسة على عرضها لا تملك التصرف فيه, ولا دعوة الناس إلى اغتصابه! إنه ليس عرضها وحدها! إنه عرضها وعرض والديها وعرض أسرتها وعرض مجتمعها. وعرض الإنسانية! إنه عرض الأمانة التي ائتمن الله عليها البشر, وينبغي أن يردوا له الأمانة نظيفة كما تلقوها، كاملة كما تسلموها. إلا بحقها الذي نص عليه صاحب الحق.
وليس معنى هذا كذلك أن تكون صورة الجنس في حسي وفي تفكيري هي صورة الجسد الهائم الشهوان، فأنا لست جسدًا خالصًا، ولا تمر علي لحظة واحدة في حياتي أكون جسدًا بلا عقل، أو جسدًا بلا روح، وإنما أنا دائمًا وفي كل لحظة جسد وعقل وروح، وإحساسي بالجنس هو قطعة مني، هو جزء من كياني كله، فلأكن إذن على الفطرة السليمة لبني البشر. فليكن إحساسي بالجنس شاملًا لكياني كله. شاملًا لكل ما أنا مشتمل عليه من مشاعر. فليكن رغبة جسم، وخفقة قلب، ورقة روح. فليكن "عاطفة"، فليكن -إلى جانب الرغبة- مودة ورحمة وتعاطفًا وتفاهمًا وامتزاجًا روحيًّا ولقاء يرتفع بالكيان إلى عليين. ولن يتأتى ذلك وأنا أتناوله خلسة في الظلمة أو سرقة من الحارس الذي لا يملك التصريح! وقد تأتي علي لحظة يخيل إلي فيها أن هذه الخلسة المختلسة تحقق كياني كله, وترتفع بي -في وهمي- إلى حيث أريد أن أكون، ولكنها مشاعر الرغبة هي التي تخيل ذلك، فلأنظر إلى الأمر في غير ساعة الرغبة لأدرك الحقيقة، أو فلأنظر لخلسة يختلسها شخص غيري ما رأيي فيها؟ هل أصدقه لو قال إنها نظيفة وسامية؟ هل أقبلها في أهلي؟
كلا! ليس معنى إحساسي بالجنس شيئًا من هذا كله. وإنما أنا أحس بتلك الرغبة الفطرية وأستجيب لها على طريقة الإنسان. الإنسان الذي يملك تصرفه ويختار طريقه. لا على طريقة الحيوان الذي لا يملك التصرف ولا يختار الوسيلة ولا يعرف غير ما تمليه عليه فسيولوجياته وبيولوجياته وكيماوياته. لأنه جسد بغير عقل، وشهوة بغير روح.

نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست