نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 115
أفراده، والامتزاج معه، والإفضاء إليه، والاتحاد الكامل معه حتى كأننا شخص واحد لا شخصان منفصلان.
هذا الإحساس ليس عيبًا في ذاته ولا قذارة. إنه فطرة الله التي فطر الناس عليها. كل الرجال وكل النساء يشعرون بهذا الحنين وهذه الرغبة، ولا بد أن يشعروا بها ليحققوا غاية الحياة ويحفظوا النوع على وجه الأرض. والتركيب الجسمي يشير إلى هذه الوظيفة. ففسيولوجياته، وبيولوجياته، وكيماوياته كلها مهيأة للقيام بهذه الوظيفة على وجهها الأكمل، لتنتج أجيالًا جديدة من الحياة، وهو أمر لا يتم بغير لقاء زوجين.
وحين أحس بهذا الإحساس وهذا الميل، فأنا سائر مع الفطرة في اتجاهها السليم.
ولكن ليس معنى هذا أن يكون التفكير في مسائل الجنس هو شغلي الشاغل، وهمي المقعد المقيم، فالحياة ليست جنسًا خالصًا، ولا هي محصورة في هدف واحد. إن علي تبعات أخرى تجاه نفسي وتجاه الناس. علي أن أتعلم. وعلي أن أنتج. وعلي أن أنظر في أمر المجتمع: أسائر هو على ما ينبغي له أم منحرف عن سبيله. وما أسباب انحرافه. وعلي أن أقوم بدوري في تقويمه من انحرافه. علي أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر. وقد يصيبني من الناس أذى وأنا أقوم بهذا الواجب فينبغي أن أجند نفسي على احتمال الأذى وأجند نفسي لمقاومة الشر. وعلي أن أقوم بدوري الإيجابي في هداية الناس إلى الحق. وخير وسيلة لذلك هي القدوة. فينبغي أن أكون أنا بذاته قدوة حسنة. وإلا فلا قيمة لكل ما أقوال من أقوال. وأنا أقول للناس إن الذي يفسدهم هو انجرافهم في طريق الشهوات، فلأكن أنا المثل في عدم الانجراف مع الشهوات.
وكذلك ليس معنى هذا أن أخطف فتاة ما لأقضي معها رغبة الجنس.
فهذه الفتاة ليست لي. لا أملكها لنفسي حتى أتصرف في شأني وشأنها على هذا الوضع. إن لها عرضًا يكافئ عرضي لا يجوز لي أن أدنسه. إني أحب أن يكون عرضي نظيفًا طاهرًا لم يدنسه شيء. فلأحافظ على عرض هذه الفتاة كذلك. وإني أحب حين تكون لي زوجة أن تكون نظيفة. أن تكون خالصة لي. بروحها وجسمها جميعًا، فلأترك هذه الفتاة إذن نظيفة لمن ستكون زوجًا له، فلأتركها له خالصة كما أحب أن تكون زوجتي لي خالصة.
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد جلد : 1 صفحه : 115