نام کتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار نویسنده : السلمان، عبد العزيز جلد : 1 صفحه : 309
عليه ولا يقوم فيسأل الناس» .
ففي زمننا الذي اختلط فيه الحابل بالنابل وصار عندهم الحلال ما وصل إلى اليد وذهب عنهم الورع والابتعاد عن الشبهات، على الإنسان أن يبذل جهده ويتثبت ولا يبذل زكاته إلى كل من مد يده، بل يسأل بدقة، ويتحقق من الأوراق التي تعرض عليه، التي صارت تصور وتباع وتشترى.
وربما حصل المتسول على أضعاف ما فيها ولو أن هؤلاء المتسولين الشحاذين استعملوا في طريق منتج من تجارة أو غيرها ما يصل إلى أيديهم من الصدقات لما بقي في الأمة منهم متسول، ولكن هؤلاء قوم ألفوا هذا العيش وركنوا إليه لا يدفعهم إليه فقر ولا يردهم عنه غنى، وكم ممن اكتشف فصار عنده ثروة، وهذا سببه عدم التثبت وإجراء العادات بدون سؤال هل اغتنى أم لا؟
وقد بين - صلى الله عليه وسلم - من يحل له السؤال وذلك فيما ورد عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال تحملت حمالة فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسأله فيها، فقال: «أقم حتى تأتينا الصدقة فآمر لك بها، ثم قال يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، أو رجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قوامًا من عيش أو قال سدادًا من عيش» .
ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجى من قومه يقولون لقد أصابت فلانًا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قوامًا من عيش أو قال سدادًا من عيش –فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتًا. رواه مسلم.
وقد ذكرنا الأحاديث التي تتضمن التغليظ الشديد في السؤال من غير ضرورة وذلك في موضوع "من تحل له الصدقة".
نام کتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار نویسنده : السلمان، عبد العزيز جلد : 1 صفحه : 309