قال تعالى: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [النور:63] ، جاء رجل إلى الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال: يا أبا عبد الله -وكان من أهل المدينة-، إني أريد أن أُهِلّ بالحج من قبر النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد، يعني: أريد أن أنوي الإحرام بالحج في داخل المسجد، حتى يعظم الأجر، بدلاً من أن أُأَخّر الإحرام إلى الميقات، وهو ذو الحليفة، أريد أن أحرم من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رحمه الله: لا تفعل، إني أخاف عليك الفتنة، فإن الله تعالى يقول: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ)) ، فاستنبط هذا الإمام الجليل: أنه لو أحرم من المسجد، لاعتقد أن فعله أفضل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الفتنة، فلو كان الإحرام من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، لأحرم منه صلى الله عليه وسلم، فكونه يؤخر –صلوات الله وسلامه عليه- يدلّ على أن السنة التأخير، ولا خير في تعمد مخالفة السنة. وكان السلف الصالح –رحمهم الله- يقفون عند الآية من كتاب الله، والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.