responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لطائف المعارف نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 37
الصوم عمر وأبو طلحة وعائشة وغيرهم من الصحابة وخلق كثير من السلف وممن صام الأشهر الحرم كلها ابن عمر والحسن البصري وغيرهما قال بعضهم: إنما هو غداء وعشاء فإن أخرت غداءك إلى عشائك أمسيت وقد كتبت في ديوان الصائمين "للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه" إذا وجد ثواب صيامه مدخورا سمع بعضهم مناديا ينادي على السحور في رمضان ياما خبأنا للصوم فانتبه لذلك وسرد الصوم وروي: أن الصائمين توضع لهم مائدة تحت العرش فيأكلون والناس في الحساب فيقول الناس ما بال هؤلاء يأكلون ونحن نحاسب؟ فيقال: كانوا يصومون وأنتم تفطرون وروي: أنهم يحكمون في ثمار الجنة والناس في الحساب روى ذلك ابن أبي الدنيا في كتاب الجوع.
قال الله تعالى: {وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب: 35] وقال تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة:24] قال مجاهد وغيره: نزلت في الصوم: من ترك لله طعامه وشرابه وشهواته عوضه الله خيرا من ذلك طعاما وشرابا لا ينفذ وأزواجا لا تموت في التوراة: طوبى لمن جوع نفسه ليوم الشبع الأكبر طوبى لمن ظمأ نفسه اليوم ليوم الري الأكبر طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره طوبى لمن ترك طعاما ينفذ في دار لدار {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} [الرعد: 35] .
من يرد ملك الجنان ... فليذر عنه التواني
وليقم في ظلمة الليـ ... ـل إلى نور القرآن
وليصل صوما بصوم ... إن هذا العيش فإني
إنما العيش جوار ... الله في دار الأمان
كان بعض الصالحين يكثر الصوم فرأى في منامه كأنه دخل الجنة فنودي من ورائه يا فلان تذكر أنك صمت لله يوما قط؟ قال: إي والله يوم ويوم ويوم فإذا صواني النار قد أخذته يمنة ويسرة كان بعض الصالحين قد صام حتى انحنى وانقطع صوته فمات فرأى بعض أصحابه في المنام فسئل عن حاله فقال:
قد كسي حلة البهاء وطا ... فت بالأباريق حوله الخدام
ثم حلى وقيل يا قارئي أرقه ... فلعمري لقد براك الصيام

نام کتاب : لطائف المعارف نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست