responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لطائف المعارف نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 32
قال: ويحك يا مسلمة حملت ما لا أطيق وجعل يرددها ومسلمة يناشده حتى سكن.
بنى بعض ملوك العرب الخورنق والسدير فنظر إلى ملكه يوما فقال: هل علمتم أحدا أوتي مثل ما أوتيت؟ فقالوا: لا ورجل منهم ساكت فقال: أيها الملك إن أذنت لي تكلمت فقال تكلم قال: أرأيت ما جمعت أشيء هو لك لم يزل ولا يزول أم هو شيء كان لمن قبلك وزال عنه وصار إليك وكذلك يزول عنك؟ قال: بل كان لمن قبلي وصار لي ويزول عني قال فسررت بشيء تزول عنك لذاته وتبقى تبعته عليك تكون فيه قليلا وترتهن به طويلا فبكى وقال: أين المهرب؟ قال: إما أن تقيم وتعمل بطاعة ربك وإما أن تخلع من ملكك وتقيم وحدك وتعبد ربك حتى يأتيك أجلك قال: فإذا فعلت ذلك فما لي؟ قال: حياة لا تموت وشباب لا يهرم وصحة لا تسقم وملك جديد لا يبلى فقال: فأي خير فيما يفني والله عيشا لا يزول أبدا فانخلع من ملكه وسار في الأرض وفيه يقول عدي بن زيد أبياته المشهورة السائرة:
أيها الشامت المعير بالدهـ ... ـر أأنت المبرأ الموفور
أم لديك العهد الوثيق من ... الأيام بل أنت جاهل مغرور
من رأيت المنون أخلدن أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير
أين كسرى كسرى الملوك أنوشر ... وان أم أين قبله سابور
وبنو الأصفر الكرام ملوك ... الروم لم يبق منهم مذكور
وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجـ ... ـلة تجبى إليه والخابور
شاده مرمرا وجلله كلـ ... ـسا فللطير في ذراه وكور
لم يهبه ريب المنون فباد الـ ... ـملك عنه فبابه مهجور
وتذكر رب الخورنق إذ أشـ ... ـرف يوما وللهدى تفكير
سره ماله وكثرة ما يمـ ... ـلك والبحر معرضا والسدير
فارعوى قلبه وقال وما غبـ ... ـطة حي إلى الممات يصير
ثم أضحوا كأنهم ورق جف ... فألوت به الصبا والدبور
ثم بعد الفلاح والملك ... والإمة وارتهم هناك القبور

نام کتاب : لطائف المعارف نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست