responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لطائف المعارف نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 183
الشياطين فيها عن انتشارهم في الأرض ومنعهم من استراق السمع فيها من السماء.
ابن آدم لو عرفت قدر نفسك ما أهنتها بالمعاصي أنت المختار من المخلوقات ولك أعدت الجنة إن اتقيت فهي إقطاع المتقين والدنيا إقطاع إبليس فهو فيها من المنظرين فكيف رضيت لنفسك بالإعراض عن إقطاعك ومزاحمة إبليس على إقطاعه وأن تكون غدا معه في النار من جملة أتباعه إنما طردناه عن السماء لأجلك حيث تكبر عن السجود لأبيك وطلبنا قربك لتكون من خاصتنا وحزبنا فعاديتنا وواليت عدونا: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} [الكهف: 50] .
رعى الله من نهوى وإن كان ما رعى ... حفظنا له العهد القديم فضيعا
وصاحبت قوما كنت أنهاك عنهم ... وحقك ما أبقيت للصلح موضعا
أبشروا يا معاشر المسلمين فهذه أبواب الجنة الثمانية في هذا الشهر لأجلكم قد فتحت ونسماتها على قلوب المؤمنين قد نفحت وأبواب الجحيم كلها لأجلكم مغلقة وأقدام إبليس وذريته من أجلكم موثقة ففي هذا الشهر يؤخذ من إبليس بالثأر وتستخلص العصاة من أسره فما يبقى لهم عنده آثار كانوا فراخه قد غذاهم بالشهوات في أوكاره فهجروا اليوم تلك الأوكار نقضوا معاقل حصونه بمعاول التوبة والإستغفار خرجوا من سجنه إلى حصن التقوى والإيمان فأمنوا من عذاب النار قصموا ظهره بكلمة التوحيد فهو يشكو ألم الإنكسار في كل موسم من مواسم الفضل يحزن ففي هذا الشهر يدعو بالويل لما يرى تنزل الرحمة ومغفرة الأوزار غلب حزب الرحمن حزب الشياطين فما بقي له سلطان إلا على الكفار عزل سلطان الهوى وصارت الدولة لسلطان التقوى: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2] .
يا نداماى صحا القلب صحا ... فاطردوا عني الصبا والمرحا
هزم العقل جنودا للهوى ... فاسدي لا تعجبوا أن صلحا
زجر الحق فؤادي فارعوى ... وأفاق القلب مني وصحا
بادروا التوبة من قبل الردى ... فمناديه ينادينا الوحا
عباد الله شهر رمضان قد انتصف فمن منكم حاسب نفسه فيه لله وانتصف من منكم قام في هذا الشهر بحقه الذي عرف من منكم عزم قبل غلق أبواب الجنة

نام کتاب : لطائف المعارف نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست