ولَحَن، ولو كرّرَ الإنسان اسم الله ألف ألف مرّة لم يَصِر بذلك مؤمناً، ولم يستحقّ ثوابَ الله ولا جنّتَه، فإنَّ الكفار من جميع الأديان يذكرون الاسم مفردا، سواءً أقرّوا به وبوحدانيتِه أم لا، حتى إنَّه لما أمرنا بذِكر اسمه كقوله: {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ} [1]، وقوله: {وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ} [2]، وقوله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [3]، وقوله: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ} [4]، ونحو ذلك كان ذكرُ اسمه بكلام تام مثل أن يقول: باسم الله، أو يقول: سبحان ربي الأعلى، وسبحان ربي العظيم، ونحو ذلك، ولم يُشرع ذكرُ الاسم المجرّد قط، ولا يحصل بذلك امتثالُ أمرٍ، ولا حِلُّ صيدٍ ولا ذبيحةٍ ولا غير ذلك.
إلى أن قال رحمه الله: فثبت بما ذكرناه أنَّ ذكر الاسم المجرّد ليس مستحباً، فضلاً عن أن يكون هو ذِكر الخاصة، وأبعدُ من ذلك ذكر الاسم المضمر، وهو: هو، فإنَّ هذا بنفسه لا يدل على معيّن، وإنَّما هو بحَسَب ما يُفسِّره من مذكورٍ أو معلومٍ فيبقى معناه بحَسَب قصد المتكلّم ونيّته"[5].
وقال في موضع آخر: "والذِّكرُ بالاسم المضمر المفرد أبعدُ من [1] سورة المائدة، الآية: (4) . [2] سورة الأنعام، الآية: (121) . [3] سورة الأعلى، الآية: (1) . [4] سورة الواقعة، الآية: (74) . [5] مجموع الفتاوى (10/556 ـ 565) .