نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 451
مصر، لا تؤلمه معصيته، وكأنه يجوز له ما يفعل، أو كان له التصرف في الدين تحليلًا وتحريمًا، فمرض عاجلًا، ومات على أقبح حال.
1473- قال الحاكي: ورأيت شيخًا آخر، حصل صور علم فما أفادته، كان أي فسق أمكنه، لم يتحاش منه، وأي أمر لم يعجبه من القدر، عارضه بالاعتراض على المقدر واللوم، فعاش أكدر عيش، وعلى أقبح اعتقاد، حتى درج[1].
1474- وهؤلاء لم يفهموا معنى العلم، وليس العلم صور الألفاظ؛ إنما المقصود فهم المراد منه، وذاك يورث الخشية والخوف، ويري المنة للمنعم بالعلم، وقوة الحجة له على المتعلم.
نسأل الله عز وجل يقظة تفهمنا المقصود، وتعرفنا المعبود. ونعوذ بالله من سبيل رعاع يتسمون بالعلماء، لا ينهاهم ما يحملون، ويعلمون ولا يعملون، ويتكبرون على الناس بما لا يعملون، ويأخذون عرض الأدنى[2]، وقد نهوا عما يأخذون، غلبتهم طباعهم، وما راضتهم علومهم التي يدرسون، فهم[3] أخس حالًا من العوام الذين يجهلون، {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم:7] . [1] درج: مات. [2] عرض الأدنى: زينة الدنيا. [3] في الأصل: فهي، وهو تصحيف.
337- فصل للفقيه أن يطالع من كل فنٍّ طرفًا
1475- للفقيه أن يطالع من كل فن طرفًا: من تاريخ، وحديث، ولغة، وغير ذلك؛ فإن الفقه يحتاج إلى جميع العلوم، فليأخذ من كل شيء منها مهما.
1476- ولقد رأيت بعض الفقهاء يقول: اجتمع الشبلي وشريك القاضي[1]! فاستعجبت له! كيف لا يدري بعد ما بينهما؟! وقال آخر في مناظرة: كانت الزوجية بين فاطمة وعلي رضي الله عنهما غير منقطعة الحكم؛ فلهذا غسلها! فقلت له: ويحك! فقد [1] شريك بن عبد الله النخعي الكوفي "95-177هـ": الفقيه العلامة، أما الشبلي فقد ولد سنة "247هـ"، فكيف يلتقيان؟!
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 451