responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 424
311- فصل: ما يسلي عن الدنيا ويهون فراقها
1379- إني أعجب من عاقل يرى استيلاء الموت على أقرانه وجيرانه، كيف يطيب عيشه؟! خصوصًا إذا علت سنه!
وا عجبًا لمن يرى الأفاعي تدب إليه، وهو لا ينزعج!! أما يرى الشيخ دبيب الموت في أعضائه، قد أخرج سكين القوى، وأنزل متغشرم[1] العضف، وقلب السواد بياضًا، ثم في كل يوم يزيد الناقص.
1380- ففي نظر العاقل إلى نفسه ما يشغله عن النظر إلى خراب الدنيا، وفراق الإخوان، وإن كان ذلك مزعجًا، ولكن شغل من احترق بيته بنقل متاعه، يلهيه عن ذكر بيوت الجيران.
1381- وإنه لمما يسلي عن الدنيا، ويهون فراقها استبدال المعارف بمن تنكره، فقد رأينا أغنياء كانوا يؤثرون، وفقراء كانوا يصبرون، ومحاسبين لأنفهسم يتورعون: فاستبدل السفهاء عن العقلاء، والبخلاء عن الكرماء.
فيا سهولة الرحيل! لعل النفس تلقى من فقدت، فتلحق بمن أحبت.

[1] المتغشرم: الجريء الماضي.
312- فصل: وهب الله تعالى العقل للإنسان ليثبت عليه الحجة
1382- نظرت في قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} ثم قال: {وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18] ... فرأيت الجمادات كلها قد وصفت بالسجود، واستثنى من العقلاء! فذكرت قول بعضهم:
ما جحد الصامت من أنشأه ... ومن ذوي النطق أتى الجحود
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست