responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 417
ثم قصدت اليمامة[1]، فهابها مسيلمة، فراسلها، وأهدى لها، فحضرت عنده، فقالت: اقرأ علي ما يأتيك به جبريل! فقال: إنكن معشر النساء خلقتن أفواجًا، وجعلتن لنا أزواجًا، نولجه فيكن إيلاجًا. فقالت: صدقت، أنت نبي. فقال لها:
[ألا] قومي إلى المخدعْ ... فقد هيي لك المضجعْ
فإن شئت سلقناكِ ... وإن شئت على أربعْ2
وإن شئت بثلثيْهِ ... وإن شئت به أجمَعْ
فقالت: بل به أجمع، فهو للشمل أجمع!
فافتضحت عند العقلاء من أصحابها، فقال منهم عطارد بن حاجب3:
أضحت نبيتنا أنثى يطاف بها ... وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
فلعنة الله رب الناس كلهم ... على سجاح ومن بالإفك أغوانا
أعني مسيلمة الكذاب لا سقيت ... أصداؤه من رعيثٍ حيثما كانَا4
ثم إنها رجعت عن غيها، وأسلمت، وما زالت تبين فضائح مسيلمة حتى قتل.
1361- ومنهم طليحة بن خويلدٍ[5]، خرج بعد دعوى مسيلمة النبوة، وتبعه عوام، ونزل سميراء[6]، فتسمى بذي النون، يقول: إن الذي يأتيه، يقال له: ذو النون، وكان من كلامه: "إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم، ولا قبح أدباركم شيئًا، فاذكروا الله أعفة قيامًا! ومن قرآنه: والحمام واليمام، والصرد[7] الصوام، ليبلغن

[1] اليمامة منطقة الرياض في نجد.
2 في الأصل: مستلقاة، والتصويب من الأغاني "21/ 29" والسلق الإلقاء على الظهر.
3 خطب شاعر من سراة بني تميم، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ارتد، واتبع سجاح، ثم عاد إلى الإسلام، توفي سنة "20هـ"، ونسبت الأبيات إلى قيس بن عاصم كما في الأغاني "14/57".
4 كذا في الأصل، وفي ثمار القلوب "ماء مزن".
[5] الأسدي من الفصحاء، الشجعان، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة "9هـ"، ثم ارتد وادعى النبوة، فقاتله خالد، وفر إلى الشام، ثم رجع إلى الإسلام، وبايع عمر في المدينة، وحسن إسلامه، وشهد القادسية، وأبلى فيها بلاء حسنًا، واستشهد بنهاوند سنة "21هـ".
[6] سميراء: منزل من منازل الطريق من الوافد إلى مكة، ويقع في ديار بني أسد.
[7] الصود: طائر ضخم الرأس والمنقار، أبيض البطن، أخضر الظهر، له برثن، ويصطاد صغار الطير، وكانوا يتشاءمون به.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست