responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 400
ومُكَلِّفُ الأيام ضد طباعِهَا ... متطلب في الماء جَذْوَةَ نَارِ
1315- وها هنا تتبين قوة الإيمان وضعفه. فليستعمل المؤمن من أدوية هذا المرض التسليم لمالك، والتحكيم لحكمته، وليقل: قد قيل لسيد الكل صلى الله عليه وسلم: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [ال عمران: 128] ، ثم ليسل نفسه بأن المنع ليس عن بخل، وإنما هو لمصلحة لا يعلمها، وليؤجر الصابر عن أغراضه، وليعلم الله الذين سلموا ورضوا، وأن زمن الابتلاء مقدار يسير، والأغراض مدخرة تلقى بعد قليل، وكأنه بالظلمة قد انجلت، وبفجر الأجر قد طلع.
ومتى ارتقى فهمه إلى أن ما جرى مراد الحق سبحانه؛ اقتضى إيمانه أن يريد ما يريد، ويرضى بما يقدر، إذ لو لم يكن كذلك، كان خارجًا عن حقيقة العبودية في المعنى. وهذا أصل ينبغي أن يتأمل، ويعمل عليه في كل غرض انعكس.

294- فصل: تحذير العلماء من مخالطة السلاطين
1316- رأيت خلقًا من العلماء والقصاص تضيق عليهم الدنيا، فيفزعون إلى مخالطة السلاطين، لينالوا من أموالهم، وهم يعلمون أن السلاطين لا يكادون يأخذون الدنيا من وجهها ولا يخرجونها في حقها.
فإن أكثرهم: إذا حصل له خراج[1] ينبغي أن يصرف إلى المصالح؛ وهبه لشاعر! وربما كان معه جندي يصلح أن تكون مشاهرته[2] عشرة دنانير، فأعطاه عشرة آلاف! وربما غزا، فأخذ ما ينبغي أن يقسم على الجيش فاصطفاه لنفسه! هذا غير ما يجري من الظلم في المعاملات.
وأول ما يجري على ذاك العالم أنه قد حرم النفع بعلمه. وقد رأى بعض الصالحين رجلًا عالمًا يخرج من دار يحيى بن خالد[3] البرمكي، فقال: أعوذ بالله من علم لا ينفع.

[1] الخراج: ضريبة مفروضة على البلاد التي فتحت صلحًا.
[2] مشاهرته: الأجرة التي يستحقها كل شهر.
[3] الوزير الكبير، أحد رجال الدهر حزمًا ورأيًا وسياسة وعقلًا، ضمه المهدي إلى ابنه الرشيد ليربيه ويثقفه؛ فلما استخلف رفع قدره، وصير أولاده ملوكًا، ثم نكبهم وسجن خالدًا، فمات في السجن سنة "190هـ" وله سبعون سنة.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست