responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 284
وقد دعا موسى عليه السلام على فرعون، فأجيب بعد أربعين سنة، وكان يذبح الأنبياء، ولا ترده القدرة القديمة العظيمة، وصلب السحرة، وقطع أيديهم.
901- وكم من بلية نزلت بمعظم القدر، فما زاده ذلك إلا تسليمًا ورضًا! فهناك يبين معنى قوله: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} [البينة:8] ، وها هنا يظهر قدر قوة الإيمان لا في ركعات. قال الحسن البصري: استوى الناس في العافية، فإذا نزل البلاء، تباينوا.

195- فصل: أضر ما على العوام المتكلّمون
902- أضر ما على العوام المتكلمون، فإنهم يخلطون عقائدهم بما يسمعونه منهم.
من أقبح الأشياء أن يحضر العامي -الذي لا يعرف أركان الصلاة، ولا الربا في البيع- مجلس الوعظ، فلا ينهاه عن التواني في الصلاة، ولا يعلمه الخلاص من الربا، بل يقول له: القرآن قائم بالذات! والذي عندنا مخلوق!! فيهون القرآن عند ذلك العامي، فيحلف به على الكذب.
903- ويح المتكلم! لو كان له فهم، لعلم أن الله سبحانه وتعالى نصب أعلامًا[1] تأنس بها النفوس، وتطمئن إليها، كالكعبة وسماها بيته، والعرش وذكر استواءه عليه، وذكر عن صفاته اليد، والسمع، والبصر، والعين، وينزل إلى السماء الدنيا، ويضحك، وكل هذا لتأنس النفوس بالعادات، وقد جل عما تضمنته هذه الصفات من الجوارح. وكذلك عظم أمر القرآن، ونهى المحدث أن يمس المصحف، قال الأمر بقوم من المتكلمين إلى أن أجازوا الاستنجاء به!! فهؤلاء على معاندة الشريعة؛ لأنهم يهينون ما عظم الشرع. وهل الإيغال[2] في الكلام مما يقرب إلى معرفة الحقائق، التي لا يمكن خلافها؟! هيهات! لو كان كذلك، ما وقع بين المتكلمين خلاف.

[1] أعلام: علامات.
[2] الإيغال: التعمق.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست