responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 281
ألا ترى إلى أول المعترضين -وهو إبليس- كيف ناظر فقال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} [الأعراف: 12] ؟! وقول خليفته - وهو أبو العلاء المعري1:
...................................... ... رأى منك ما لا يشتهي فَتَزَنْدَقَا
ونسأل الله عز وجل توفيقًا للتسليم، وتسليمًا للحكيم، {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8] . أترى نقدر على تعليل أفعاله فضلًا عن مطالعة ذاته؟!
وكيف نقيس أمره على أحوالنا؟! فإذا رأينا نبينا صلى الله عليه وسلم يسأل في أمه[2] وعمه[3]، فلا يقبل منه، ويتقلب جائعًا، والدنيا ملك يده، ويقتل أصحابه، والنصر بيد خالقه، أوليس هذا مما يحير؟! فما لنا والاعتراض على مالك قد ثبتت حكمته واستقر ملكه؟!

1 أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي "363-449هـ": شاعر فيلسوف موسوعي المعرفة، عجيب الحفظ، ولد ومات في المعرة في بلاد الشام.
[2] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن الله" رواه مسلم "976".
[3] عن المسيب بن حزن: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما توفي عمه أبو طالب: "أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك"، ونزل قوله عز وجل: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113] ، رواه البخاري "1360، ومسلم 24".
193- فصل: كل نفيس يكثر التعب في تحصيله
893- تأملت عجبًا، وهو أن كل شيء نفيس خطير يطول طريقه، ويكثر التعب في تحصيله. فإن العلم لما كان أشرف الأشياء، لم يحصل إلا بالتعب والسهر والتكرار، وهجر اللذات والراحة، حتى قال بعض الفقهاء: بقيت سنين أشتهي الهريسة[1] لا أقدر؛ لأن وقت بيعها وقت سماع الدرس!
ونحو هذا تحصيل المال، فإنه يحتاج إلى المخاطرات والأسفار والتعب الكثير. وكذلك نيل الشرف بالكرم والجود، فإنه يفتقر إلى جهاد النفس في بذل

[1] قمح مهروس يسلق مع اللحم.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست