responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 268
فبقي مدةً، ثم قطع الدعاء للمأمون على المنبر يوم الجمعة، فقال له صاحب البريد: ما دعوت لأمير المؤمنين. قال: سهو، فلا تكتب! ففعل ذلك في الجمعة الثانية والثالثة، فقال له: لا بد أن أكتب، لئلا يكتب التجار ويسبقوني، قال: اكتب، فكتب، فدعا المأمون أحمد بن أبي خالد، وقال: إنه لم يذهب على احتيالك في أمر طاهر، وأنا أعطي الله عهدًا، إن لم تشخص[1] حتى توافيني به كما أخرجته من قبضتي، لتذمن عقباك. فشخص، وجعل يتلوم[2] في الطريق، ويعتل بالمرض، فوصل إلى الري وقد بلغته وفاة طاهر.
839- قلت: ولما خرج الراشد[3] من بغداد، وأرادوا تولية المقتفي[4]، شهد جماعة من الشهود بأن الراشد لا يصلح للخلافة، فنزعوه، وولوا المقتفي، فبلغني أنه ذكر للمقتفي بعض الشهود، فذمه، وقال: كان فيمن أعان على أبي جعفر[5].
840- وعلى ضد هذا كل من يراعي جانب الحق والصواب، يرضى عنه من سخط عليه.
841- ولقد حدثني الوزير ابن هبيرة[6] أن المستنجد بالله[7] كتب إليه كتابًا، وهو يومئذ ولي عهد، وأراد أن يستره من أبيه، قال: فقلت للواصل به: والله، ما يمكنني أقرؤه، ولا أجيب عنه، فلما ولي الخلافة، دخلت عليه، فقلت: أكبر دليل على صدقي وإخلاصي أني ما حابيتك في أبيك، فقال: صدقت، أنت الوزير.
842- وحدثني بعض الأصدقاء أن قومًا ألحقوا إلى المخزن بعض دين لهم

[1] تشخص: تذهب.
[2] يتلوم: ينتظر ويتوانى.
[3] الراشد بالله: أحد الخلفاء العباسيين، أبو جعفر منصور بن الفضل المسترشد بالله "502-532هـ" خلعه مسعود بن محمد بن ملكشاه ونصب عمه المقتفي لأمر الله.
[4] محمد بن أحمد المقتفي لأمر الله "489-555هـ": من أعاظم الخلفاء العباسيين.
[5] أبو جعفر هو، الراشد بالله.
[6] يحيى بن محمد بن هبيرة الشيباني الدوري الحنبلي "499-560هـ": كان فقيرًا فاشتغل كاتبًا، ثم ترقى فصار وزيرًا، كان عالمًا عابدًا بارًّا بالعلماء، مات مسمومًا، له كتاب "الإفصاح عن معاني الصحاح" في الفقه المقارن.
[7] الخليفة العباسي، أبو المظفر يوسف بن محمد المقتفي "518-566هـ".
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست