responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 170
دليل الجبل، سبحان من شغل أكثر الخلق بما هم فيه عَمَّا خلقوا له! سبحانه!

103- فصل: الواجب الصبر وإن كان الدعاء مشروعًا
497- للبلاء نهايات معلومة الوقت عند الله عز وجل، فلا بد للمبتلى من الصبر إلى أن ينقضي أوان البلاء، فإن تقلقل[1] قبل الوقت، لم ينفع التقلقل، كما أن المادة إذا انحدرت إلى عضو، فإنها لن ترجع، فلا بد من الصبر إلى حين البطالة.
فاستعجال زوال البلاء مع تقدير مدته لا ينفع؛ فالواجب الصبر، وإن كان الدعاء مشروعًا، ولا ينفع إلا به.
498- إلا أنه لا ينبغي للداعي أن يستعجل، بل يتعبد بالصبر والدعاء، والتسليم إلى الحكيم، ويقطع المواد التي كانت سببًا للبلاء، فإن غالب البلاء أن يكون عقوبة. فأما المستعجل، فمزاحم للمدبر، وليس هذا مقام العبودية؛ وإنما المقام الأعلى هو الرضا، والصبر هو اللازم، والتلاجي[2] بكثرة الدعاء نعم المعتمدة، والاعتراض حرام، والاستعجال مزاحمة للتدبير، فافهم هذه الأشياء، فإنها تهون البلاء.

[1] ضعف ولم يصبر.
[2] التلاجي: الالتجاء.
زاد الصبر
...
104- فصل: زاد الصابر
499- ليس في الوجود شيء أصعب من الصبر: إما عن المحبوب، أو على المكروهات، وخصوصًا إذا امتد الزمان، أو توقع اليأس من الفرج، وتلك المدة تحتاج إلى زاد يقطع به سفرها.
500- والزاد يتنوع من أجناس: فمنه: تلمح مقدار البلاء، وقد يمكن أن يكون أكثر، ومنه: أنه في حال فوقها أعظم منه، مثل أن يبتلى بفقد ولد، وعنده. أعز منه، ومن ذلك: رجاء العوض في الدنيا، ومنه: تلمح الأجر في الآخرة، ومنه: التلذذ بتصوير المدح والثناء من الخلق فيما يمدحون عليه، والأجر من الحق عز وجل.
نام کتاب : صيد الخاطر نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست