نام کتاب : صفة الصفوة نویسنده : ابن الجوزي جلد : 2 صفحه : 362
مثل هؤلاء، قال: فأعجبتني مقالته فقلت: كيف حبك لمدحة الناس؟ قال: ما أحب أن لي ملء بيت دنانير وأنه يقع في قلبي حب مدحة الناس لي، فقلت: فما هذه القلنسوة على رأسك؟ قال: وجدت قلبي يصلح عليها.
قال حذيفة: فلم أر أحداً إن شاء الله كان أصدق منه. قيل له: أين كان من يوسف بن أسباط؟ قال: ما كان يوسف بن أسباط يصلح إلا شاكرداً لذلك.
قال أبو عمر: فذكرت ذلك لبعض الرقيين فقال: ذاك حناذا القلاء.
734 - توبة بن الصمة
عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثني رجل من قريش، ذكر أنه من ولد طلحة بن عبيد الله، قال: كان توبة بن الصمة بالرقة وكان محاسباً لنفسه، فحسب فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم فصرخ وقال: يا ويلتا: ألقى المليك بأحد وعشرون ألف ذنب، كيف؟ وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب ثم خر مغشياً عليه فإذا هو ميت. فسمعوا قائلاً يقول: يا لك ركضة إلى الفردوس الأعلى رضي الله عنه.
735 - إبراهيم بن داود القصار أبو إسحاق الرقي
أبو بكر بن شاذان قال: سمعت إبراهيم القصار يقول: المعرفة إثبات الرب عز وجل خارجاً عن كل موهوم.
وقال إبراهيم: الأبصار قوية والبصائر ضعيفة.
وقال: من اكتفى بغير الكافي افتقر من حيث استغنى.
وقال: الكفايات تصل إليك بلا تعب والأشغال والتعب في الفضول.
وقال: أضعف الخلق من ضعف عن رد شهواته، وأقوى الخلق من قوي على ردها.
إبراهيم بن أحمد بن المولد يقول: سأل رجل إبراهيم القصار فقال: هل يبدي المحب حبه؟ أو هل ينطق به؟ أو هل يطيق كتمانه؟ فأنشأ يقول متمثلاً:
ظفرتم بكتمان اللسان فمن لكم ... بكتمان عين دمعها الدهر يذرف
حملتم جبال الحب فوقي وإنني ... لأعجز عن حمل القميص وأضعف
قال السلمي: إبراهيم بن داود من جلة مشايخ الشام، من أقران الجنيد وابن الجلاء عمر، وصحبه أكثر مشايخ الشام، وكان لازماً للفقر مجرداً فيه، محباً لأهله. توفي سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
735 - هو: إبراهيم بن داود القصار، أبو إسحاق، ذو الهم المخزون والبيان الموزون: انظر حلية الأولياء 10/378.
نام کتاب : صفة الصفوة نویسنده : ابن الجوزي جلد : 2 صفحه : 362